تسعى عدة دول أوربية وعربية بجانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى طلب المغرب كحليف لها، لمساعدتها في منع الشباب المقيمين في أوربا من الذهاب للقتال في سوريا. وقال فرانسيسكو مارتينيث، كاتب الدولة الإسباني في الأمن، إن وزراء داخلية الاتحاد الأوربي، إضافة إلى الولاياتالمتحدة وعدد من دول الجوار السوري، قرروا بعد اجتماعهم في بروكسل لبحث تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب في سوريا، طلب المغرب تقديم مساعدة لهم، لوقف نزيف هجرة الشباب الأوربي إلى سوريا للقتال، اعتبارا لخبرته في هذا الملف وتفكيكه للعشرات من الشبكات والخلايا التي تعمل على تجنيد واستقطاب والإشراف على سفر شبان مغاربة إلى بلاد الشام للجهاد، مثلما سيتم الاعتماد كذلك على تعاون كل من تركيا والأردن، باعتبارهما مجاورين لسوريا، في هذا الملف الذي بات يؤرق الإجراءات المتعلقة بمنع المقاتلين الأجانب من الذهاب للقتال في سوريا والتحري عنهم وتعقب تحركاتهم. وقال مارتينيث إنه أصبح من الضروري مكافحة هذه الظاهرة دوليا بسبب « الطابع العالمي» الذي أصبحت تتخذه، مشددا على أن دول الاتحاد الأوربي تحس بقلق كبير بخصوص ظاهرة المقاتلين الأجانب بسوريا، فيما تتحفظ في الوقت ذاته عن كشف عددهم لأسباب أمنية. من جهتها كشفت يومية « لوفيغارو» الفرنسية أن أوربا تكثف جهودها لمواجهة ظاهرة تدفق الجهاديين الأوربيين إلى سوريا للانخراط في المعارك الدائرة في البلاد إلى جانب التنظيمات الإسلامية الأكثر تشددا، مشيرة إلى أن وزراء الداخلية الأوربيين عقدوا اجتماعا لبحث التدابير الواجب اتخاذها لمكافحة توجه الجهاديين الأوربيين إلى سوريا، مشيرة إلى أن أعداد الجهاديين الفرنسيين في سوريا باتت» مقلقة للغاية» سيما مع وجود 300 فرنسي يقاتلون في شمال سوريا إلى جانب 200 من بلجيكا، والعشرات من الإسبان، ومائة هولندي، وما بين 300 إلى 400 بريطاني، وعشرات الألمان، وما يتراوح ما بين 50 إلى 100 أمريكي. ويتواجد حاليا بسوريا أكثر من 15 ألف من الأجانب من 70 دولة يلتحقون بالجماعات الإسلامية الأكثر تشددا كجبهة النصرة، و(داعش). وشددت أوربا من إجراءاتها لمواجهة تزايد أعداد الشباب الأوربيين الذين يشاركون في الحرب في سوريا، باعتماد خطة من عدة بنود تستعين بالدول العربية لوضع حد لهذه الظاهرة.