قال مسؤول أوروبي رفيع، إن الاجتماع الوزاري الذي عقد في بروكسل بخصوص سفر المقاتلين الأجانب إلى سوريا، أمس الخميس، ركز على أهمية اتخاذ تدابير وإجراءات تتعلق بالكشف المبكر عن سفر هؤلاء المقاتلين ومراقبة تحركاتهم دولياً. وفي تصريحات صحفية له عقب الاجتماع الوزاري الذي تابعته الأناضول، قال جيل دي كركوف منسق الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب، إن المجتمعين في بروكسل بحثوا التدابير الواجب اتخاذها لمجابهة ظاهرة سفر المقاتلين إلى سوريا بالكشف عن السفرات المشبوهة انطلاقاً من أوروبا ومتابعتها دولياً. وأضاف المسؤول الأوروبي أن المجتمعين أكدوا على أهمية تنسيق الجهود مع الدول الشريكة، لم يحددها، لخفض تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا ومن ثم الإعداد الجيد لمساءلتهم حين عودتهم إلى بلدانهم. وأشار إلى أن الاجتماع ركز أيضاً على ضرورة إبراز الدور الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي في إيجاد حل للأزمة السورية، على اعتبار أن هناك العديد ممن يلجؤون للسفر ل”الجهاد” في سوريا يملكون شعوراً بأن الدول الأوروبية والمجتمع الدولي مقصرين في هذا المجال. و دعا الاجتماع ، حسب دي كركوف، لتفعيل جهود الانتربول (الشرطة الجنائية الدولية) كونه مزود جدّي وموثوق للمعلومات حول المسافرين إلى سوريا، والتي يمكن استغلالها في مجال الكشف عن هؤلاء. كما دعا إلى ضرورة الاعتماد على نظام “شنغن” الأوروبي للمعلومات (SIS) كأكبر نظام معلومات للأمن العام في المطارات الأوروبية للكشف عن السفريات المشبوهة والحد منها وإيقاف أصحابها. وفيما يتعلق بالمساءلة الجنائية للمسافرين، أكد الاجتماع على ضرورة تحسين وسائل توفير الأدلة خاصة في ظل عدم توفر تشريعات أوروبية متناسقة على مستوى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتجريم مسألة السفر للجهاد في سوريا. ولفت منسق الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة بلورة استراتيجية فاعلة للتعامل مع العائدين من سوريا وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في مجتمعاتهم وخاصة بالنسبة لبلجيكا التي تبين أن أعداد الشباب الذين يسافرون للقتال في سوريا “ترتفع بشكل ملفت للنظر”، حسب تعبيره. وبين أن الاتحاد الأوروبي بإمكانه فعل الكثير لمساعدة الدول المعنية بهذه المسألة مثل تونس والمغرب، التي يتوافد منهما عدد كبير من الشباب إلى جانب الدول المحيطة بسوريا. وشارك في الاجتماع وكلاء ووزراء داخلية كل من (فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، السويد، هولندا، المملكة المتحدة، الأردن، المغرب، تونس، تركيا، الولاياتالمتحدة)، إلى جانب منسق الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف. ويعتبر هذا الاجتماع الذي استمر ليوم واحد، مواصلة للاجتماعات السابقة التي عقدت خلال الأشهر الماضية لدراسة التدابير التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بمسألة سفر المقاتلين الأجانب إلى سوريا وتأثير هذه الظاهرة على الأمن الداخلي لدولهم في حال عودتهم إليها، بحسب الأناضول. وتزايدت خلال الفترة الماضية المخاوف من زيادة ظاهرة سفر المقاتلين الأجانب إلى سوريا وخاصة الأوروبيين منهم، ويقدّر مراقبون أن عدد الأخيرين يبلغ نحو ألفي مقاتل انضم معظمهم إلى قوات المعارضة، وعاد عدد قليل منهم إلى بلاده مؤخراً.