بمجرد مرورك بجانب المقبرة الإسلامية بتطوان الواقعة بحي الطويلع، ستعتقد بأنها مقبرة يدفن فيها اليهود أو النصارى، نظرا لتنظيمها الجيد وجماليتها ونظافتها، فقد عهد المواطنون تميز المقابر اليهودية والمسيحية عن المقابر الإسلامية، إذ لا تلقى هذه الأخيرة عناية واهتماما كبيرا من طرف المسؤولين كالذي تلقاه المقابر اليهودية والمسيحية في بلد 99 بالمائة من سكانه مسلمون ! المقبرة الإسلامية بتطوان، استثناء من بين المقابر المتواجدة في ربوع المدن المغربية، ففي مقبرة تطوان ستلقى مقابر منظمة بشكل موحد ومزخرفة بأشكال وألوان، طرق وممرات معبدة داخل المقبرة، إضاءة متميزة بالليل، مساحات خضراء، أسوار تتيح لك مشاهدة ما بداخل المقبرة، بوابات عملاقة، عاملات تنظفن المقبرة بشكل دوري، ورجال أمن يحرسون المقبرة 24 على 24 ساعة معززين بكلاب الحراسة. الرقي بالمستوى الجمالي وتوفير الأمن في الأسبوع المنصرم، أعلنت الجماعة الحضرية لتطوان إبرام عقد مع شركة للأمن الخاص بالمدينة للقيام بحراسة المقبرة الاسلامية على مدار 24 ساعة، وذلك قصد النهوض بمستواها الجمالي ومحاربة جميع أنواع الانحرافات بالمكان المخصص للمثوى الأخير للموتى. وحسب رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد أيدعمار، فإن الإجراءات التي اتخذتها جماعته مؤخرا بخصوص المقابر من بين ما تهدف إليه توفير الأمن والسكينة للمواطنين، مشيرا إلى أن هذه العملية بداية انطلاق لمراحل أخرى سيتم تعميمها على باقي المرافق التي تعرف بعض الاختلالات الأمنية، وذلك في محاولة لضبط الامن والنظام والذي كان أحد المطالب الملحة للمواطنين بتطوان خصوصا بالنقط الحساسة المتواجد بها بعض المرافق الجماعية. تطور ملحوظ وهجرة المنحرفين الزائر إلى مقبرة تطوان، سيكتشف الفارق بين الأمس واليوم، فقد عرفت المقبرة تطورا ملحوظا، فبعدما كانت مرتعا للمنحرفين وقطاع الطرق، حيث كان من الخطورة مرور شخص بمفرده بالقرب منها خشية تعرضه للسرقة أو لإعتداء مسلح، فبعد الإجراءات الأخيرة التي أقدمت عليها الجماعة الحضرية لتطون، ترك المتشردون وقطاع الطرق المقابر، وهاجروا بحثا عن أماكن أخرى للاختباء والعيش على جنباتها، أصبحت المقبرة اليوم مزارا لساكنة تطوان، حيث تشهد حركة دائمة خاصة من النساء والأطفال الذين يزورون أقاربهم الموتى، خصوصا في يوم الخميس الذي تتحول فيه المقبرة إلى حديقة عمومية تملؤها حركة الزائرين من مختلف الأعمار.