المهدي السجاري استنكرت عائلات الأموات المدفونين بالمقبرة الإسلامية للجماعة القروية «زيرارة»، الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم سيدي قاسم، تحول المقبرة إلى «مزبلة» تلقى بها مختلف أنواع القاذورات. وتحدثت بعض المصادر عن أن المكان تحول إلى قبلة للمنحرفين، في ظل الغياب التام للسلطات والجماعة القروية التي أهملت المقبرة، وتركتها فريسة لسلوكات منحرفة، في صورة حاطة بكرامة الأموات والأحياء على حد السواء. وذكرت المصادر ذاتها أن مقبرة علال الحاج، الواقعة بين دواري «ارميل» و»كرينات الواد» تعرف منذ مدة طويلة تراكم النفايات، من بينها قارورات الخمر، فوق القبور، في إساءة واضحة لحرمة الأموات، ولمشاعر عائلاتهم التي عبرت في العديد من المناسبات عن تذمرها. وإلى جانب زجاجات الخمر المكسرة، والأكياس البلاستيكية، ومختلف أنواع النفايات، تحولت المقبرة إلى أدغال حقيقية بفعل نمو الأعشاب فوق المقابر، مما يؤثر سلبا على زيارات عائلات الأموات للترحم عليهم، خاصة مع ما توفره تلك الأعشاب والنفايات من مرتع للأفاعي والعقارب بشكل يهدد حياة زوار المقبرة. وعبرت عدد من عائلات الأموات عن استنكارها الشديد ل»استهتار» المجلس القروي والسلطات الوصية على المقابر، وعدم تدخلهما لوضع حد لما يتعرض له الأموات كما الأحياء من ضرب لكرامتهم وإنسانيتهم، بشكل يخالف تعاليم الدين الإسلامي، وما تفرضه خصوصية المكان من حرمة. وما زاد من حالة الاستياء والتذمر لدى عائلات الأموات هو الوضعية «المحترمة» التي توجد عليها «المقبرة المسيحية»، والتي يقول عنها السكان إن «أموات المسيحيين يرقدون في مكان محترم بين الأزهار، فيما يرقد أموات المسلمين بين الأزبال والكلاب الضالة التي تتسبب في نبش قبورهم». وفي غياب الأمن والحراسة في المقبرة، فقد أصبح المكان مستباحا وقبلة لأصحاب الممارسات الشاذة والأفعال الدنيئة التي ترتكب فوق رفات الأموات من دون حسيب ولا رقيب، وسط غياب تام ل«شرطة المقابر» التي من المفترض أن تنظمها الجماعة القروية. الواقع نفسه يسائل القائمين على الشأن المحلي بالمنطقة بالنسبة إلى ضريح الولي الصالح سيدي علال الحاج الذي تحول إلى مكان مهجور بعدما تخلى عنه الورثة المكلفون بالعناية به، مما جعله قبلة لممارسات منحرفة، واللصوص وقطاع الطرق الذين يهددون الزوار والسكان على حد السواء، حسب مصادر مطلعة.