لازلت أطروحة سياسة ملء البطون للباحث الفرنسي ش.إيبيريه أحد أبرز المستشرفين الفرنسيين بالقارة السمراء تلقي بضلالها على واقع السياسة بإفريقيا رغم حصول دولها على استقلال نسبي مع وقف التنفيذ ()، وهذا ما جسدته الأحداث المؤسفة التي رافقت المؤتمر الخاص بحزب التراكتور الذي أراد حرث أرضه الفلاحية من أجل موسم إنتخابي مثمر، لكن جادت الأحوال جوية بمتغيرات مناخية حالة دون تحقيق مراد التراكتور الذي إنسقم لتيارين متعاكسين، تيار شمسي كان سباقا لفصل الصيف وتيار وهابي زاوج المعاصرة بالإخونجية من أجل تمويه تامصوتين بحصوله على دعم الإخوان. جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فثار المؤتمرون على موائد البطون، وتحول المؤتمر بين عشية وضحاها لمعركة أبطالها مناصري التيارين المتعاكسين، وجادت لنا كاميرات الصحفيين المعتمدين بتغطية فعاليات مؤتمر التراكتور بفيديوهات يكاد يجزم المشاهد انها سجلت بأحد نزلات المصارعة الحرة، وليس مؤتمر سياسي كانت بوادره الأولى تلوح في الأفق أنها معركة، تم فيها تجييش البلطجية عوض المناضلين، لخوض الإنتخابات الرئاسية لحزب التراكتور. الصراع السريالي للانتخابات البامية، يعيد بوصلة المشهد السياسي بوطننا المغرب، لإحداثيات غير موجودة في الخريطة السياسية العالمية، مادامت القوى الداخلية ساهمت بشكل كبير في إضعاف قاعدة الأحزاب المؤسسة للعمل السياسي، حيث طغت الشعبوية الزائفة، وأصبحت الدولة في مواجهة صريحة مع المواطن بعدما كانت الأحزاب تتحمل دور الوسيط، وأصبحت مقدسات الدولة قابلة للقصف من القريب قبل البعيد، وهذا ما جسدته تهجمات العديد من الشخصيات النكرة في شخص ملك البلاد. اليوم نتساءل كمواطنين مغاربة عن جدوى وجود هذه الأحزاب بهذا الكم، وبهذه الألوان في ظل غياب فعالية سياسي تجسد عمق العمل السياسي، مادام هذا العدد الهائل يشكل عبء على كاهل المواطن الذي يساهم في تمويل هذه الموائد الفاخرة دون فائدة تذكر...