بقلم نور الدين اليعقوبي عضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد معركة تكسير العضام وحتى كراسي المؤتمر، ليست اخلاقية ابدا، ولن تكون مهما حاولنا صبغها وتسويغها بالدفاع عن النفس او حتى المشروع او أشياء اخرى، فما بالك لو كان تكسير العضام والأواني والأغراض الاخرى يحدث في مؤتمر حزبي سياسي الاجدر فيه تكسير “الطابوهات” و”الخطوط الحمراء والسوداء” بين المواطن والسياسة وبين المواطن والأحزاب في أفق بناء دولة حقيقية تقوم على احترام المواطن وتمثيل المواطن في مؤسسات الدولة تمثيلا حقيقيا وواقعيا بعيدا عن “الكومبارس السياسي”، لنحس جميعا انها مؤسساتنا وأنها دولتنا، وهذا طبعا لن يكون الا عبر احزاب مستقلة وحقيقية وليست صنيعة المخزن ولا حتى “مونتاج” فؤاد او الياس او غيرهما لان ما بني على باطل فهو باطل والباطل يزداد سوء وسوادا اذا كان مرتبط بالعلم والمعرفة والفكر وما الاحزاب السياسية الا كل ذلك. اختلف وهو امر طبيعي مع “البام” بسبب ولادته القيصرية والقيسرية الى وظيفته التي كاد يغرقنا بها و”يغرق لنا الشقف”، لولا يقظتنا جميعا بما فيهم ابناء “البام” الذين قالوا وبكل وضوح ان المغرب يهدده الاستبداد والفقر والجهل …وليس الإسلاميين. تمنيت ان تتواجه التيارات “البامية سواء تيار “الشرعية” او تيار “المستقبل” او تيارات الكيف والبورديل والمصالح ومن أراد الاحتماء بدار المخزن وبخدام اعتاب المخزن (ايام الهمة) ان تتواجه بالبرامج والأفكار والتدبير الديمقراطي للخلافات وهي كائنة (الخلافات) وهو امر صحي اذا تم تدبيرها بطريقة حضارية، بدل البلطجة ونمط “الكباريات” وتكسير الكراسي والخواطر وامال المناضلين الباميين وغيرهم من الذين يقدسون السياسة والفعل السياسي النبيل بعيدا عن البلطجة ومنطق “العصابات” في حسم خلافاتهم … اي رسالة سياسية يمكن ان يبعثها حزب “البام” اليوم الى مناضليه وباقي السياسيين فبالأحرى المواطن المغربي الذي ضاق ذرعا بهذا العبث؟؟؟!!!! من المحزن ان نرى هذا الانقسام الحاد داخل نفس الجسم الحزبي المفترض فيه الانسجام على الاقل حول ارضية سياسية مشتركة وبرنامج انتخابي واضح وحتى لو حدث اختلاف فالصندوق يحسم الخلافات التي لم يحسمها التوافق … اهل مكة ادرى بشعابها فأهل “البام” اعلم بتضاريس حزبهم وجغرافيته السوداء التي حاول الكثير تبييضها بمختلف المساحيق التي فشلت في اخفاء تجاعيد الاستبداد وملامح مشروع إقصائي يجمع المال الفاسد والسلطة الفاسدة، آن الاوان لكل تلك المساحيق ان تسحقها عجلة التغيير، لتفضح تجاعيد السلطوية المقيتة ولعلها رسالة لنا جميعا، سلطة، احزاب، نخبة، مناضلين وكل المواطنين، فهل نعي الرسالة لنستدرك مامضى؟ اتمنى ذلك.