كعادتها في المناسبات الثقافية والعلمية، تصدرت الأستاذة حسناء داود جلسة الأمسية الثقافية بفضاء مكتبة داود ليوم الإثنين 03 فبراير 2020 والتي خصصتها لتقديم كتابها القيم الذي صدر مؤخرا بعنوان "تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية" ضمن منشورات مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان. وهو الكتاب الذي تتناول فيه الباحثة جوانب من الحياة الاجتماعية بمدينة تطوان عبر عدة محاور يستطيع من خلالها القارىء التعرف على خصوصيات هذه المدينة وعاداتها. وقد انتخبت لقراءة هذا الكتاب ثلة من المهتمين بالتراث الثقافي (الأدبي والعلمي) والهندسي المعماري والأنثربولوجي بهذه المدينة، وهم السادة الأساتذة: المهدي الزواق، رضوان احدادو، خالد البقالي القاسمي، بوعبيد بوزيد؛ تفضل كلهم بقراءة الكتاب من وجهة نظره الخاصة انطلاقا من المجال الذي ينتسب إليه، وقامت بتسيير الجلسة الأستاذة لينة مدينة، وقد شهد اللقاء حضورا متنوعا أثث فضاء الخزانة الداودية. وكتاب:"تطوان، سمات وملامح من الحياة الاجتماعية" بشكله الرائق اشتمل على مقدمة وضعت فيها الأستاذة حسناء داود الخطوط العريضة لمشروعها، وصدرته بالباب الأول بعنوان:" الدارالتطوانية" تضمن وصفا للدار التطوانية وأثاثها وفراشها، والباب الثاني تضمن كذلك وصفا للمجتمع التطواني بكل أطيافه وتلاوينه؛ أخلاق أهل تطوان، لغة أهل تطوان، المرأة التطوانية، الطفل والطفولة بتطوان، فئات خاصة في المجتمع التطواني، فيما اختص الباب الثالث- وهو أكثر الأبواب ثراء وتنوعا هو والذي يليه- حيث وضعته المؤلفة بعنوان:" اللباس في تطوان" تطرقت فيه لأنواع اللباس التطواني المختلفة: لباس الرجل، لباس المرأة، حلي المرأة التطوانية، وسائل الزينة، بينما اهتم الباب الرابع بذكر عادات أهل تطوان وتتبعها: الأطفال- الزواج- المآتم- تطوان في رمضان- تطوان في الأعياد والمناسبات الأخرى، أما الباب الخامس والأخير فتطرقت المؤلفة فيه لتتبع مجال الفنون في تطوان: الفنون والصناعات- المطبخ التطواني- المائدة التطوانية، هذا بالإضافة إلى ملحق غرائب وطرائف ومعتقدات بتطوان وخاتمة. وانطلاقا من هذه الأبواب تولى المتدخلون قراءته كل من جانبه المهني الذي يختص فيه، مثنين في البداية على مؤلفته لبراعتها واقتدارها في وصف جل اللحظات اليومية التي تعيشها الأسرة التطوانية داخل الفضاء العام للمدينة والفضاء الخاص وهو البيت التطواني، فالأستاذ المهدي الزواق قرأه من وجهة نظره الهندسية والفنية، معرّفا بالكتاب وبأبوابه وفصوله بما زخر به من أخبار عن مدينة تطوان وبناياتها ومآثرها التاريخية المتنوعة. والأستاذ خالد البقالي القاسمي عرج على بعض عادات تطوان التي تخص المرأة التطاونية من حيث اللباس أثناء الاحتفال بجل المناسبات؛ وخاصة تلك المتعلقة بعادات الزواج (الحناء- الشوار- نوعية الحضور والمهنئين...) إلى غير ذلك. والأستاذ رضوان احدادو بتعابيره المسرحية الرائقة استلهم فضاء المكتبة الداودية ليشخص لنا الفقيه محمد داود وهو يتجول داخل الفضاء بوقاره وعلمه، ويلهم الحضور بما تزخر به المدينة من عادات وتقاليد، فيما وقف الأستاذ بوعبيد بوزيد على الجانب الفني والمعماري لهذه المدينة معتبرا أن الكتاب يسد فراغا علميا كبيرا في هذا الجانب، متمنيا أن لو كان صدور الكتاب قد تم منذ أمد حين كان يشتغل على تتبع الجانب المعماري لهذه المدينة معتمدا على كتاب تاريخ تطوان لكفاه عناء البحث والتنقيب على هذه المعالم. وكانت كلمة الختام للسيدة حسناء داود أيقونة هذا اللقاء، حيث شكرت في البداية كل المتدخلين الذين أثروا الكتاب بملاحظاتهم، وأثنوا عليه بتوجيهاتهم التي تصب في عدهم هذا العمل مدخلا لبحث علمي مشترك قد يتحقق لاحقا، تنتج عنه سلسلة مؤلفات وفق تلك الأبواب التي وضعتها المؤلفة لمزيد البحث في هذه الجوانب المعمارية والانثروبولوجية رصدا لباقي العادات والتقاليد والخصوصيات التي انفردت بها مدينة تطوان من بين مدن وحواضر بلدنا العزيز، ثم وجهت كلمتها للحضور بمختلف شرائحه لتزويدها بالمعطيات التي يحتفظون بها تثويرا لمضامين الكتاب ومحتوياته تضمنها في بحوث قادمة. ثم سلمت ميكرفون هذه الجلسة للحضور الذين تفضلوا بالتعبير عما تختلجه نفوسهم حول مضمون الكتاب ومحتوياته، بالإضافة إلى التذكير ببعض عادات المدينة وتقاليدها مما لم يجدوه فيه، مثنين على مؤلفته بمزيد من العطاء كيف لا وهي ابنة مؤرخ المدينة الفقيه محمد داود الذي يعد كتابه "تاريخ تطوان" المصدر الأكثر رجوعا إليه من طرف الباحثين والدارسين لتاريخ المدينة العريق.