موازاة مع شعار الموسم الدراسي الحالي 2019/2020 "من أجل مدرسة مواطنة، عادلة ودامجة"، وفي إطار أجرأة البرنامج الوطني للتربية الدامجة وتنزيل مضامين القانون الإطار 51/17، وبحضور مجموعة من الفاعلين التربويين وجمعيات المجتمع المدني النشيطة في مجال الإعاقة ووسائل الإعلام ، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتطوان يوم الخميس 17 أكتوبر 2019 باحدى الفنادق المدينة ندوة حول التربية الدامجة تحت شعار :"لن نترك أي طفل خلفنا". استهل اللقاء بكلمة افتتاحية تأطيرية مقتضبة ألقاها المدير الإقليمي ذ. فؤاد الرواضي الذي رحب في بدايتها بالحاضرات والحاضرين، قبل أن يبرز أهمية اللقاء والسياق التربوي والتعليمي الذي يندرج فيه. واعتبر المدير أن المأمول اليوم أن تتحول المدرسة العمومية إلى فضاء بيداغوجي دامج يعيد النظر في الظواهر الإقصائية التي كانت من قبل ، حاملة مجموعة الظواهر السلبية باسم مدرسة التفوق والنجاح والتميز. وأضاف علينا أن لا نتعامل بدافع الشفقة بل يجب أن يعطى لهم حقهم في المواطنة ومن الباب الواجب يجب أن نيسر لهم جميع الحقوق كما يجب علينا أن نضمن لهم في المؤسسات جميع الاحتياجات مثل الولوجيات كما يجب انفتاح المؤسسات بكاملها على هذه الفئة وهذا هو السبيل والحل لهذه الشريحة ، خصوصا أن الارقام المسجلة لحد الساعة جدا محتشمة ، وفي ذات السياق طرح السؤال في الموضوع كيف يمكن انجاح هذه التربية الدامجة وفق شروطها المغربية وظروفها واكراهاتها؟ وحسب رأيه عندما يكون مشروع جنيني يجب أن نطلقه أولا كي يحيى ونحن نراقبه كي يزيد في التقدم. ولهذا يجب أن نكون الاساتذة والمفتشين والمديرين وانجاز المسوغات للتكوين في هذا المجال للتعامل مع الاطفال. وقد ثبت علميا واكاديميا أن انفتاح الاطفال في الوسط الطبيعي والتعايش مع اقرانهم طبيعيين وليس مفتعل كما كان في اقسام الادماج تكون النتيجة جد ايجابية. وتحلق لهم قدرة على تجاوز الاكراهات بطريقة سلسة وناجعة.
وقد عرفت الندوة تقديم مجموعة من العروض في الموضوع حيث قدم الاستاذ محمد العلوي عرض حول الاطار المفاهيم للتربية الدامجة وعرق اخر حول الاطار القانوني والحقوقي المنظم لحق التربية الدامجة قدمه أحمد العيداني في حين قدم بعض الاحصائيات الأشخاص في وضعية إعاقة ليس الذين تابعوا مسارهم الدراسي إذ لا تتجاوز نسبة من بلغوا مستوى التعليم العالي 1.5%. في حين قدم سليمان العمراني عرض حول تجربة جمعية حنان في التربية الدامجة بالاقليم . كما قدمت شهادات تجربة تلميذات في وضعية إعاقة حول تجربتهن في مسارهن الدراسي . وعرف اللقاء تفاعلا كبيرا من قبل الحاضرين ، كما طالب المتدخلون بفتح أوراش للعمل وتوسيع النقاش، و ضرورة انجاز تشخيص واقعي ميداني في أفق تنزيل المخطط الوطني للتربية و التعليم ، و كذلك إنجاح مخطط الهندسة المنهاجية للتربية الدامجة و التي تعتبر خارطة طريق للنهوض بحق التعليم لكل فئات ذوي الاعاقة، من أجل تعليم دامج يراعي خصوصيات كل فئة و يتوفر على المؤشرات الواضحة لأعمالها. وتابعتم تحديد بعض معيقات رئيسية تحول دون ولوج الأطفال ذوي الإعاقة إلى النظام المدرسي والنجاح فيه، ويتعلق بنقص المعرفة بقدرات هؤلاء الأطفال والتصورات السلبية بشأنهم، والأساليب البيداغوجية والمحيط المدرسي الذي لا يتكيف مع احتياجات كل طفل، بالإضافة إلى صعوبة تنفيذ تدابير تعليمية شاملة على المستويين الوطني والمحلي.