زيارة رئيس الاتحاد العربي للتايكوندو السيد إدريس الهلالي لمقر نادي كلباء الرياضي الثقافي بالإمارات العربيةالمتحدة    دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.. باريس سان جرمان يضع قدما في ثمن النهائي بفوزه على بريست (3-0)    دور الوساطة الملكية في مواجهة الحجز على أموال السلطة الفلسطينية    ريال مدريد يكسر عقدة ملعب مانشستر سيتي    الكركارات... ضبط 183 كلغ من الكوكايين في شاحنة مغربية قادمة من إفريقيا جنوب الصحراء    الرئيس السوري أحمد الشرع يرفض طلب الجزائر بالإفراج عن معتقلين من الجيش الجزائري وميليشيات البوليساريو    البحرية الملكية تنقذ مهاجرين سريين كانوا عالقين في أعالي البحار    مجلس المستشارين يختتم دورته الأولى للسنة التشريعية الرابعة ويستعرض حصيلته    لقجع: تنزيل الإصلاح الجبائي مك ن من تسجيل تطور مستمر للمداخيل الجبائية    إسرائيل تتوعد حماس ب"معارك عنيفة"    مزور: نسعى إلى الانتقال من "صنع في المغرب" إلى "أبدع في المغرب"    خبير جيولوجي: قوة "زلزال وزان" تسجل عشرات المرات دون استشعار    إدارة مشروع Elysium بكورنيش طنجة توضح: ملتزمون بأعلى معايير الجودة وننفي مزاعم استرجاع الشقق لإعادة بيعها    وزير الداخلية المغربي يطلع على الترتيبات الأمنية لمباراة ريال مدريد وأتلتيكو .. المغرب وإسبانيا يوحدان جهودهما لتأمين مونديال 2030    الأمين العام لأكبر نقابة في المغرب يتهم رئيس مجلس النواب بانتهاك حقوق مستخدميه بمعمل النسيج بتطوان    السفير البريطاني بالرباط : المغرب والمملكة المتحدة شريكان مهمان لبعضهما البعض    شدد على أهمية اتخاذ تدابير لخلق فرص الشغل ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة .. صندوق النقد الدولي يدعو المغرب إلى استهداف التضخم ومواصلة توسيع الوعاء الضريبي    النيابة العامة تأمر بتنفيذ العقوبات الصادرة في حق المتابعين في ملف كازينو السعدي    المعارضة تنتقد تدبير الحكومة لمنظومة الاستثمار و"فشل الدعم الفلاحي"    مداولات البورصة تتشح ب"الأحمر"    المغرب يخسر نقطة في مكافحة الفساد .. وجمعية "ترانسبرانسي" تتأسف    "أمر دولي" يوقف فرنسيا بمراكش    تجديد التصريح الإجباري بالممتلكات    المغرب-ألمانيا: توقيع إعلان نوايا مشترك لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الشؤون الدينية    نواب برلمانيون: توصيات المجلس الأعلى للحسابات أرضية لتقوية الرقابة    المصادقة على تحويل شركة المحطة الطرقية بالجديدة إلى شركة التنمية المحلية    حاسوب خارق يمنح برشلونة الأمل للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ويصدم ريال مدريد    "قُبلة المونديال" .. روبياليس "متأكد تماما" من موافقة هيرموسو    وزير الأوقاف يستقبل وزير الحج والعمرة السعودي في سياق تعزيز التعاون بين البلدين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    7 مغاربة يتوّجون بجائزة "ابن بطوطة"    أيقونة مجموعة "إزنزارن" مصطفى الشاطر في ذمة الله    منتج فيلم "روتيني" يلجأ إلى القضاء    احتفاء بالموسيقى المغربية الأندلسية    باحثون يطورون اختبارا جديدا يتنبأ بمرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض    نصائح للحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم في العمر    الرياضة .. سلاح فعال لمواجهة مشاكل النوم    منظمة الصحة العالمية تطلق برنامجا جديدا للعلاج المجاني لسرطان الأطفال    تتويج الشاعر المغربي عبد الوهاب الرامي بجائزة "بول إيلوار 2024"    الطرق السيارة بالمغرب: تثبيت جسر الراجلين عند النقطة الكيلومترية "PK1" للطريق السيار الدار البيضاء-برشيد ليلة الأربعاء-الخميس    "النهج" يدين المخطط الأمريكي لتهجير الفلسطينيين ويدعو لتكثيف النضال لإسقاط التطبيع    وزيرة الثقافة الفرنسية تزور مدن الصحراء المغربية لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب وفرنسا    هيركوليس يعلن عودته لتشجيع فارس البوغاز من المدرجات    هبة عبوك تتحدث عن علاقتها بأشرف حكيمي بعد الانفصال    سعيد الناصري يختار درب السلطان لتصوير فيلمه السينمائي "الشلاهبية"    بسمة بوسيل تحت الأضواء مجددا بعد تصريحاتها الجريئة حول طلاقها من تامر حسني    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    رئيس أولمبيك آسفي ومدربه في لقاء مصالحة لإنهاء الخلافات    مباحثات مغربية إماراتية لتعزيز التعاون في مجال الطيران المدني    ترامب: "أوكرانيا قد تصبح روسية يوماً ما"    وزير الخارجية المصري لنظيره الأمريكي: العرب يرفضون خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين    مناهضو التمييز يحذرون من وصم الأطفال بسبب "بوحمرون" ويدعون إلى إجراءات شاملة    باحثون صينيون يكشفون عن آلية عمل نظام غذائي يحاكي الصيام لتعزيز المناعة المضادة للورم    "صولير إكسبو": 120 عارضًا و10 آلاف زائر لاستكشاف حلول الطاقات المتجددة    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة ميدانية "للتضامن الجامعي المغربي" بشأن "العنف المدرسي"
نشر في تطوان بلوس يوم 30 - 06 - 2019

نظم "التضامن الجامعي المغربي" بعد زوال يوم الجمعة 28 يونيو 2019، ندوة صحفية انعقدت فعالياتها بالمقر الرئيسي للمنظمة الكائن بالرقم 4 زنقة بيت لحم، حي النخيل، المعاريف، الدارالبيضاء، لتقديم نتائج دراسة ميدانية حول "العنف الممارس ضد الهيئة التعليمية في الوسط المدرسي"، حضرها "ممثلون " عن وزارة التربية الوطنية والنقابات التعليمية وبعض الجمعيات الشريكة وكذا بعض ممثلي الصحافة الوطنية البصرية والورقية والإلكترونية، وكذا فعاليات تربوية من نساء ورجال التعليم.
-السياقات :
دراسة تكتسي طابع الراهنية، وذلك لاعتبارين إثنين: أولهما: ارتفاع حالات العنف الموجه ضد الهيئة التعليمية في الوسط المدرسي خاصة خلال السنتين الأخيرتين، وما واكب بعضها من تداعيات متعددة المستويات، ومن جدل إعلامي تجاوز حدود الوطن (حالة أستاذ ورززات، حالة أستاذة الحي المحمدي نموذجا)، ثانيها: انفتاح منظمة التضامن الجامعي المغربي -في مجال اشتغالها-منذ المؤتمر العاشر(2005) على عدد من الخبراء والباحثين، لتدارس السبل الممكنة لتجاوز ما تعرفه منظومة التربية والتكوين من اختلالات مختلفة، من عناوينها البارزة " تراجع أدوار المدرسة العمومية في التربية على القيم وترسيخ السلوك المدني"، مما شكل بيئة حاضنة سمحت وتسمح ببروز جملة من الممارسات السلوكية اللامدنية ( "عدم الانضباط"،" عدم الالتزام بالأنظمة الداخلية"، "استفحال الغش المدرسي"، "الملابس الممزقة"، "الحلاقات المثيرة للانتباه" ...إلخ).
وهذا الانفتاح، أتاح تنظيم جملة من الندوات الدولية والوطنية، منها : ندوة دولية انعقدت بوجدة (11-12 ماي 2018) حول موضوع "الأمن التعليمي : الإكراهات والرهانات" بشراكة مع"كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية (جامعة الحسن الأول) وبتعاون مع "النقابة الوطنية للتعليم العالي" و"جمعية الشباب الباحث"، وهي ندوات جاءت حاملة لعدد من الاقتراحات والتوصيات الموجهة للتضامن الجامعي المغربي، وقد أمكن تفعيل البعض منها، كما هو الحال بالنسبة للترافع من أجل إخراج مدونة لحماية الهيئة التعليمية" من خلال تقديم عريضة مطلبية إلى رئاسة الحكومة، وكذا إنجاز الدراسة الميدانية -موضوع الندوة الصحفية - .
-مبررات الدراسة وأهدافها:
حركت الدراسة عدة مبررات، وعلى رأسها "المعاناة المتزايدة لأسرة التعليم من العنف المدرسي" ومن تنامي حجم "الاعتداءات الجسدية واللفظية والمعنوية التي يتعرضون لها" كما تعكسه الشكايات الواردة على التضامن الجامعي المغربي، أما الأهداف التي تسعى الدراسة إلى تحقيقها، فتتقاطع في"تشخيص موضوعي للعنف الموجه ضد الهيئة التعليمية في الوسط المدرسي" و"إعادة بناء المفاهيم والتصورات النمطية حول العنف المدرسي" و"وضع خطط عمل مبنية على معطيات علمية دقيقة" وكذا "توجيه الفعل التربوي في اتجاه خلق قيم جديدة، للعمل من أجل فضاء تعليمي سليم يعيد الاعتبار للمدرسة العمومية ولمهنة التدريس، ويبو
-برنامج الندوة الصحفية :
في مستهل هذه الندوة التي أطرها كل من الأستاذ "إبراهيم الباعمراني" (عضو اللجنة العلمية) بصفته مسيرا، والأستاذ "امبارك مباركي" (المدير التنفيذي للتضامن الجامعي) بصفته مقررا- تفضل الأستاذ" عبدالجليل باحدو" (رئيس التضامن الجامعي المغربي) بتقديم عرض حول موضوع "العنف المدرسي من منظور التضامن الجامعي المغربي" قدم من خلاله لمحة تاريخية حول العنف كظاهرة ممتدة الجذور عبر التاريخ، راصدا معطيات بشأن العنف المدرسي قبل الحماية، وهو عنف كان -حسب تصوره- يشكل السمة البارزة في التعليم، في ظل حضور مقولات تضفي على الفعل، صفة "القداسة" و"المشروعية" أشار العارض إلى بعضها ( "العصا لمن عصا"، "العصا خرجت من الجنة"، "الفقيه اقتل، ونا ندفن " )، مؤكدا في هذا الصدد أن "العنف كان يمارس في ظل منظومة القمع الشامل، التي كانت تسود داخل المجتمع المغربي".
عقب ذلك، سلط رئيس التضامن الجامعي، الأضواء على واقع التعليم على عهد الاستعمار عبر استعراض جملة من المعطيات التاريخية، من بين ما ورد فيها، أن"العقاب البدني كان يمارس في المؤسسات التعليمية بالمغرب، من لدن بعض المدرسين الفرنسيين، دون خوف من احتجاج الأسر أو متابعتهم قضائيا"، أما بخصوص واقع المدرسة بعد الاستقلال، فقد أوضح الأستاذ "عبدالجليل باحدو" أن "المدرسة شكلت مدخلا للتنمية والتطوير، ورافعة اقتصادية واجتماعية لفئات واسعة من أبناء الفلاحين والعمال والحرفيين والتجار الصغار وذلك بالنظر إلى حداثة الدولة وحاجتها الكبيرة إلى الأطر والكفاءات لملء الوظائف التي تركها الفرنسيون شاغرة، ولذلك، كان المتعلمون وأسرهم، لايحتجون على العنف الممارس في المدرسة، ويعتبرونه جزءا من التربية وفي مصالحهم".
لكن المدرسة، سرعان ما عرفت جملة من المتغيرات، من تجلياتها الكبرى، تراجع أدوارها الاقتصادية والاجتماعية (لم تعد رافعة اقتصادية واجتماعية)، فضعفت المصداقية فيها وفي الوظيفة التعليمية، وتغيرت نظرة المجتمع إليها، بعد أن أصبحت تفرخ المعطلين من حاملي الشواهد، وقد ربط الأستاذ العارض، هذه المظاهر، بالاختيارات الاقتصادية للمغرب، وغياب استراتيجية واقتصاد وطنيين مستقلين، وارتهان البلد للمديونية الخارجية، موجها البوصلة إلى ما تعرضت له أسرة التعليم في إطار، ما يصطلح عليه بسنوات الرصاص، من قمع وتوقيف وتنقيل وسجن وتضييق عليهم في وضعيتهم المادية .. بسبب ارتباطاتهم -على حد قوله- بالصراع السياسي الذي شهدته تلك الفترة، وكذا نضالهم من أجل مجتمع العدالة والكرامة والديمقراطية، وكلها عوامل ساهمت حسب تصوره، في بروز العنف في المدرسة المغربية، نهاية السبعينات وبداية الثمانينات.
وقد ختم الأستاذ"عبد الجليل باحدو" عرضه، بأن قدم معطيات تعريفية مرتبطة بمنظمة التضامن الجامعي من حيث الفكرة والأسباب والتأسيس، استعرض من خلالها بعض مهام المنظمة، والتي تتقاطع جميعها في "الدفاع عن أعضائها وضمان حمايتهم ضد مخاطر المهنة، ومن بينها الاعتداءات بكل أنواعها" موضحا في ذات الآن، أن "الهدف الاستراتيجي للجمعية ونضال أعضائها، يتجه أساسا إلى إصلاح التعليم والدفاع عن المدرسة العمومية"، معبرا عن شكره وامتنانه للحاضرين، مفيدا أن الدراسة الميدانية المنجزة، هي "مساهمة من التضامن الجامعي المغربي، في إطار رسالته وشعاره "من أجل شرف المهنة وكرامة أسرة التعليم".
عقب ذلك، فقد تناول الكلمة الأستاذ " سعيد حميدي" (باحث إحصائي وعضو الفريق العلمي للدراسة)، قدم من خلالها معطيات تقنية على جانب كبير من الدقة والصرامة، بخصوص "المنهجية" المعتمدة في الدراسة الميدانية موضوع الندوة الصحفية، والتي اعتمدت على "الاستمارة" كأداة للبحث، موجهة للهيئة التعليمية بالسلكين الابتدائي والثانوي (إعدادي وتأهيلي)، تأسست على عدة مفاهيم إجرائية (العنف، العنف اللفظي، العنف الجسدي، التحرش(مضايقة)، التحرش الجنسي، التحرش الإلكتروني) بهدف بلوغ الأهداف المسطرة، عبر التوصل إلى عدة معطيات منها : معطيات عامة عن المشارك(ة) وعن المؤسسة التي يعمل بها، معطيات عن البيئة التعليمية بالمؤسسة ومحيطها، معطيات عن العنف بدون تحديد طبيعته، الذي تم رصده بالمؤسسة، أو كان المشارك ضحية له، معطيات عن العنف اللفظي والعنف الجسدي والتحرش الجنسي والتحرش الإلكتروني الذي تعرض له المشارك(ة) في الوسط المدرسي أو في محيطه، معطيات عن الإجراءات المتخذة على إثر وقوع حالة عنف ضد أحد أفراد الهيئة التعليمية، وكذا معطيات عن المقترحات التي يمكن تبنيها للحد من العنف الممارس ضد الهيئة التعليمية.
بعد الإحاطة بالمعطيات التقنية الدقيقة ذات الصلة بمنهجية البحث، فقد أتى الدور على الدكتور ''رشيد شاكري"(نائب رئيس التضامن الجامعي، ومنسق الفريق العلمي للدراسة) الذي قدم بتدقيق جملة من النتائج والخلاصات التي أفرزتها الدراسة الميدانية التي همت ما مجموعه 9038 مشارك ومشاركة من الهيئة التعليمية، وبلغة الأرقام، فقد خلصت الدراسة، إلى :
- أن 63% من المؤسسات التعليمية التي تتوفر على "قاعة للأنشطة" مفعلة، وفي هذا الصدد، أكد 62.8% من المشاركين في الدراسة -لم يتعرضوا للعنف اللفظي- بفعل تفعيل قاعة الأنشطة، في حين يتعرض 49.3 % منهم للعنف اللفظي، بسبب غياب هذه الأنشطة.(وضعية قاعات الأنشطة وواقع حال الحياة المدرسية).
-أن 53.5% من العينة، صرح أن محيط مؤسساتهم "مؤمن"، بينما 46.5% منهم يرون العكس، كلما كان المحيط"مؤمنا"، كلما كانت العلاقة بين الأساتذة جيدة، ذلك أن 66.10% من المشاركين الذين صرحوا بأن محيط المؤسسة "مؤمن"، أكدوا على وجود "علاقات جيدة بين المدرسين"، مما يعني أنه كلما "عملنا على تأمين محيط المؤسسة، كلما تطورت العلاقات بين مختلف الفاعلين داخل المؤسسة التعليمية، وكلما كان محيط المؤسسة التعليمية "مؤمنا"، تنخفض نسبة العنف من 65.5% لتصل إلى 34.5% (سؤال أمن المؤسسات التعليمية ومحيطها).
-على مستوى العلاقات بين الفاعلين بالمؤسسات التعليمية، فقد أكد 60% من المشاركين، أن العلاقة بين المدرسين "جيدة"، في حين، يرى 37.7% منهم أن العلاقة "مقبولة"، بينما صرح 2 .3% فقط منهم، أن العلاقة "متوترة"، مقابل ذلك، فقد خلصت الدراسة إلى أن "العلاقة بين المدرسين والتلاميذ" في الوسط المدرسي، تبقى "جيدة" بنسبة 37%، أما بخصوص "العلاقة بين المدرسين والإدريين" فتبدو "جيدة" بنسبة 64.2%، كما خلصت إلى أنه كلما كانت العلاقة جيدة بين "الأساتذة والطاقم الإداري"، كلما غابت حالات العنف بنسبة 63.10% .(سؤال تجويد وأنسنة العلاقات بين الفاعلين بالمؤسسات التعليمية).
- بخصوص المعطيات المرتبطة بالعنف، فقد خلصت الدراسة إلى أن 46% من المشاركين، تعرضوا لحالة عنف واحدة على الأقل (لفظي أو جسدي أو تحرش) خلال مسارهم المهني.
- كلما ارتفع عدد التلاميذ في القسم، كلما زادت حالات العنف، حيث انتقلت نسبة حالات العنف الذي تعرض لها المشاركون من 24.4% بالنسبة إلى الأقسام التي تضم مابين 6 و30 تلميذا، إلى 57.10% بالنسبة للأقسام التي عدد التلاميذ فيها بين 45 فأكثر.(سؤال الاكتظاظ ).
-أكد 92.5% من المشاركين أنهم لم يتعرضوا لعنف جسدي طيلة مزاولتهم لمهامهم، في حين صرح 7.5% منهم، أنهم كانوا ضحية عنف جسدي بمؤسساتهم أو بمحيطها مرة واحدة على الأقل خلال مسارهم المهني، كما أكد المشاركون، أن 78% من حالات العنف الجسدي سجلت داخل المؤسسات التعليمية، و 17.5% منها وقعت بمحيطها.
-مرتكبو العنف الجسدي في السلك الابتدائي، هم في المقام الأول، الآباء والأمهات والأولياء، في حين تلاميذ الثانوي بسلكيه (إعداي،ثأهيلي) هم أكثر الفئات ارتكابا لهذا العنف.
-أغلب حالات "العنف اللفظي" تمت داخل المؤسسات التعليمية بنسبة 82%، مقابل نسبة 18% ارتكبت في محيط المؤسسة أو بعيدا عنها، وأغلب الحالات كان مصدرها التلاميذ والأساتذة، وكلما تعرض المشاركون للعنف الجسدي، كلما كانوا ضحية للعنف اللفظي بنسبة 80.3%.
-مس التحرش جميع الفئات المشاركة، بالرغم من نسبته الضعيفة، حيث تتراوح نسبة حضوره في المؤسسات التعليمية ما بين 4% و 15%، وفي هذا الصدد، يمنع تفعيل قاعة الأنشطة بالمؤسسة، من تسجيل حالات التحرش بنسبة 87%، وبالمقابل، فإن غياب تفعيلها يؤدي إلى حدوث التحرش بنسبة 83.5%.
-تم تسجيل أن ضحايا التحرش الجنسي من المدرسات أكبر من المدرسين، بنسبة 16% للإناث مقابل 12.4% للذكور، وهذا التحرش الجنسي، يرتفع كلما ارتفع عدد التلاميذ في القسم، حيث ينتقل من 7.4% بالنسبة للأساتذة الذين يدرسون أقساما بها مابين 6 و30 تلميذا، إلى أكثر من 35% بالنسبة إلى الأساتذة الذين يدرسون أقساما بها 40 تلميذا فأكثر.
-بخصوص التحرش الإلكتروني، يعد التلاميذ الأكثر ارتكابا لهذا النوع من التحرش بنسبة 49%، يليهم الأشخاص الأجانب عن المؤسسة بنسبة 41.5%، في حين لا يمثل الآباء إلا نسبة 9.7%.
-اقتراحات وحلول:
-اتجهت 59% من الاقتراحات صوب المجال التربوي، من قبيل تطوير الأنشطة الموازية بالمؤسسة وتشجيع التواصل الداخلي والخارجي، ومراجعة المضامين المدرسية لتتماشى وحاجيات التلاميذ، في حين أن ثلث الاقتراحات ركزت على "حماية الأسرة التعليمية والدفاع عن كرامتها"، بينما 8% فقط، من الاقتراحات، اختارت كحل للعنف في الوسط المدرسي، "تزويد المؤسسات التعليمية بالموارد البشرية والمادية الكافية".
-معظم المشاركين الذين صرحوا بتوفر"الأمن" بمحيط المؤسسة أو انعدامه، أكدوا ضرورة "الاستعانة بخدمات الأمن (الشرطة أو الدرك) لتحقيق الأمن، وذلك بنسبة 81.7% .
-بعض المقترحات اتجهت إلى خيار "المصالحة" كإجراء فعال بعد وقوع العنف، وهذا التدبير تعزز أكثر عند المشاركين الذين تبنوا تشجيع التواصل كحل للعنف، بنسبة 62.5%.
وبعد انتهاء العروض، تم تخصيص حيزا زمنيا للمداخلات، حيث تفاعل المتدخلون مع ما ورد في الدراسة من نتائج وطرحوا ملاحظات واستفسارات، تولى الأساتذة العارضون، الإجابة عنها-كل فيما يتعلق به-، لتنتهي الندوة، بكلمة ختامية للأستاذ "عبدالجليل باحدو" رئيس التضامن الجامعي، شكر من خلالها الضيوف والمشاركين.
يذكر، أن هذه الدراسة الميدانية التي شملت أكثر من ثمانية آلاف من أعضاء الأسرة التعليمية، أنجزت من قبل فريق علمي، أشرف عليها الأستاذ "عبدالجليل باحدو" رئيس التضامن الجامعي، وتولى مهام التنسيق كل من الدكتور "شاكري" نائب رئيس التضامن الجامعي المغربي، والأستاذ "سعيد حميدي" عضو الفريق العلمي للتضامن الجامعي المغربي، وساهم في إنجازها فريق من الباحثين والخبراء المنتمين إلى حقول معرفية مختلفة، وحملت بصمة فريق إداري ينتمي للتضامن الجامعي المغربي، وأعضاء المكاتب الإقليمية و"مراسلو" التضامن الجامعي المغربي ومراسلاته عبر التراب الوطني، وتقدم نتائجها "تشخيصا موضوعيا لجانب واحد للعنف في الوسط المدرسي، وهو العنف الممارس ضد هيئة التعليم، من حيث طبيعته وأسبابه فضلا عن توصيات للحد منه".
ومن شأنها أن تشكل قيمة مضافة في مجال البحث الأكاديمي، وبنكا للمعلومات يتيح زخما من الأرقام والمعطيات، يمكن استثمارها من أجل وضع استراتيجيات وتنزيل برامج عمل، قادرة على محاصرة العنف المدرسي حماية لنساء ورجال التعليم، والإسهام في إرساء مدرسة الحياة، التي تسمح باحتضان المواهب والطاقات والقدرات، وعليه، فالأرقام التي حملتها الدراسة، تبدو معبرة وصادمة في نفس الآن، ولا تحتاج إلا لنيات حسنة وإرادة سياسية قادرة على ترجمة خلاصاتها إلى ممارسات إجرائية، وأمام منظمة "التضامن الجامعي المغربي" مهمة، الدفاع والترافع، لدى الجهات الرسمية، وفق السبل القانونية المتاحة، في أفق تبني ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج وخلاصات على المستوى الرسمي، مع الإشارة، أن "العنف المدرسي" ما هو إلا مرآة عاكسة لما يعيشه المجتمع من عنف متعدد الزوايا، ولا يمكن معالجته أو مقاربته، إلا وفق رؤية متبصرة، تستند إلى مدخلين مترابطين: مدخل أول يرتبط بإصلاح الداخل (المدرسة) وقد نجحت الدراسة في الإحاطة بما يعتريه من نواقص وثغرات واختلالات، ومدخل ثان، يسائل (الخارج) ويوجه البوصلة نحو مجموعة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية وعلى رأسها "الأسرة" التي لابد أن تتحمل مسؤولياتها التربوية كاملة، كما يسائل الحكومات، التي تملك وحدها، مفاتيح الإصلاح والتغيير، وعلى رأسها "إعادة الاعتبار" لنساء ورجال التعليم بنظام أساسي عصري ومنصف ومحفز، وبتشريع مدرسي قادر على الحماية من عنف "مقلق" سار كالزئبق .. يتمدد لحظة ويتقلص ويتراجع لحظات.
-مراجع معتمدة:
-دراسة ميدانية حول موضوع "العنف ضد الهيئة التعليمية في الوسط المدرسي" (دراسة ميدانية 2019)، إنجاز"التضامن الجامعي"، الإشراف العام "ذ. عبد الجليل باحدو"، التنسيق "د.رشيد شاكري"، "ذ.سعيد حميدي". منشورات صدى التضامن، مطبعة دار النشر المغربية الدارالبيضاء، طبعة ماي 2019.
-ندوة صحفية حول "العنف ضد الهيئة التعليمية في الوسط المدرسي" -دراسة ميدانية-، منعقدة يوم الجمعة 28 يونيو 2019 بالمقر الرئيسي للتضامن الجامعي المغربي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.