من يقف أمام لوحات الفنان التشكيلي لأمازيغي البشير الطاهيري، لا يمكنه إلا الذهاب مع صيحات ألوانها إلى أقصى حدود إشاراتها وإيحاءاتها، وحين يصل المشاهد إلى حيث تكتمل الصورة الممزوجة بالغربة الحارقة، رغبة الجنون المفتوح على حقول الدهشة والانشراح، يصل إلى نفسه ثم يسافر في المسافة التالية إلى حيث تكمن الرغبات الأخرى، لكنه لا يستقر، يبقى حائماً مع اللحظة المحلقة في فضاء اللون. أعماله الكثيرة حاورت الانسان والمكان، رسمت العاطفة والحب والوطن والذاكرة ومدن الحياة، وحاولت الدخول إلى مفاصل الزمن، وما زالت تحاول، وفي تلك المحاولة برزت عجائب جميلة وأشكال مدهشة، اجتمعت كلها داخل لوحة، لوحات تجريدية تعبيرية ورمزية هادفة، فكان ما كان وتدفق الخيال حتى تجسّدت ل الطاهيري هذه الأعمال الرائعة عن الواقع الذي قاده إلى هذا العالم الجميل. لو عنينا بالطبيعة عالم الظواهر المرئي لأغفلنا أدوار العقل في تحديد مكنوناتها ومن ثم لوقف النظر عند نقطة تلمسها، حتى الشعور لا يسلم هو أيضا من الجفاف حين يرى العقل لا يستقبل المواضيع والقوانين والعلاقات الطبيعية التي منها يُأتي حدود هيئته وما ينتابها من خصائص تدفعه لأن يكون سيدا، بهذه الرؤية الفلسفية عمل الفنان التشكيلي المغربي الأمازيغي البشير الطاهيري على تركيز وتقديم أعماله التي لا تشبه إلا انعكاسه وفهمه الجمالي للطبيعة بصورها الخارقة للمشهد الكلاسيكي في فهم العناصر المكونة للوحة أو التعاطي مع الحرف العربي بنمطية سطحية تبحث فقط عن الكلمة لإدراك المعنى المباشر، فقد أسس لأسلوب تجريدي اعتمد الحرف كدلالة بصرية تنبش في طبيعة الفكرة وترى أبعد من المعنى المكتوب. تعكس أعماله معارفه وتكوينه المتنوع في الخط والرّسم وتنقله بين الأمكنة داخل المغرب وخارجه إضافة إلى تشبعه بالجماليات . شارك الطاهيري في عدة معارض فنية داخل المغرب وخارجه واحتضنت أعماله عدة مؤسسات وطنية ودولية ، كما أنه مقبل على المشاركة خلال شهر أكتوبر الجاري في معرضين بفرنسا وتركيا
التشكيلي البشير الطاهيري يرحب بالمبادرة التي يطلقها "المجلس البلدي لمدينة تزنيت " للاهتمام بالفن التشكيلي, مقدما شكره وتقديره لرئيس المجلس البلدي لتزنيت وكل المسؤولين بالمدينة.
كما تمنى الطاهيري أن يتم النهوض بالفن التشكيلي وفق خطة زمنية قصيرة, والذي بلا شك سيكون مصدر اقتصادي لكثير من الفنانين الذين يسعون لتمثيل الوطن في معارض دولية يُعرض فيها الفن التشكيلي من مختلف مناطق المملكة.