تطلق تسمية "جبالة" على سكان الجزء الغربي من جبال الريف في شمال المغرب، وهي قبائل أمازيغية مُعربة كما حدثنا ابن خلدون، كانت تسمى جبال غمارة أو بلاد غمارة قبل قدوم الدولة العلوية نسبة الى قبائل غمارة الأمازيغية وهي فرع من شعب مصمودة، ويعتبر المغرب الموطن الأصلي لشعب مصمودة حيث سكن الرقعة الممتدة ما بين طنجة وأكادير منذ ما لا يعرف بدايته. و نقلا عن صفحة "تاريخ المغرب و الأندلس" التي لم يتسن لنا بعد التأكد من صحة المعلومات الواردة فيها ، فإن غمارة قد إنقسمت إلى عدد كبير من القبائل تحمل أسماء فرعية وهي التي تعرف اليوم بقبائل جبالة، بينما لا تزال مجموعة منها تحمل الاسم الأصلي القديم (غمارة) وهي واقعة في شرق جبالة على ساحل البحر المتوسط. تسمية (جبالة) الجديدة ستطلق رسميا على هذه المنطقة مع بداية الدولة العلوية وذلك في اطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لعمالات وقبائل بلاد المخزن. وكان القائد عمر بن حدو التمسماني أول عامل يعين على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية (جبالة والفحص) وذلك سنة 1672 م. أماقبل ذلك فكانت معروفة لدى المؤرخين ب (جبال غمارة) ولدى السلطة المركزية ب (بلاد الهبط) ومنطقة جبالة تمتد على شكل هلال من منابع ورغة - بإقليم تازة محاذيا الريف وغمارة إلى أن يطل على البحر الأبيض المتوسط عند قبيلة أنجرة. اما من الغرب فيمتد على طول لساحل الاطلسي محاذيا قبائل الخلوط والطليق وبني مالك وسفيان وشراردة وشراڭة والحياينة وغياثة وهو مايعني مساحة قدرها 13000 كلم مربع. أما القبائل التي تنتمي إلى هذه المنطقة (جبالة) فعددها 53 قبيلة ورغم التعريب الذي طال اللسان الأمازيغي لقبائل جبالة بعد أن دخل عليهم اللاجئون الأندلسيون ما بين القرن 15 و17 للميلاد إلا أن قراهم وقبائلهم الجبلية لازالت الى يومنا هذا تحمل أسماء أمازيغية صرفة أما الطابع الغالب على العادات والتقاليد والغناء والثقافة واللباس والمطبخ هو الطابع الأمازيغي المصمودي القديم وتعد أشهر القصص الجبلية قصة أمازيغية قديمة اسمها «يطو و حبيبها» التي تروي قصة تسمية مغارة افريواطو بباب بويدير. يتكون الزي التقليدي الأمازيغي للنساء الجبليات من القفطان والسبنية والكرزية و1تازير وجرطيطة وصمطة والمضمة والحايك أو الگذوار والشاشية وكلها أسماء أمازيغية صرفة. بالاضافة الى الحلي الأمازيغي الذي يميز المرأة الجبلية عن المرأة المشرقية و من أهم أصناف الحلي التي تميز المنطقة : مسايس وخلاخل وإبزيم وسفيفة وأصغنس وكلها أسماء أمازيغية أيضا. ومن ملوك جبالة الذين حكموا في الأندلس : سلالات أمازيغية. ومن أهم الشخصيات الجبلية في العلوم والسياسة : المؤرخ الأمازيغي الحسن الوزان الملقب بليون الافريقي وبن بطوطة الرحالة الشهير وميسرة المدغري الذي طرد العرب من المغرب في القرن 8 ميلادي وعباس بن فرناس الأندلسي أول طيار في التاريخ وأبو العباس السبتي صاحب أول مؤسسة خيرية وكنزة الأوربية الى اخره. وخلال الفترة الاستعمارية كانت قبائل جبالة الواقعة غرب نهر اللوكوس خاضعة للاستعمار الأسباني أما الواقعة شرقه فكانت تابعة للنفوذ لفرنسي. أما الآن فهذه القبائل موزعة على أقاليم و تطوان و العرائشوشفشاون و وازان و تاونات. أما اللغة فسكان جبالة لهجتهم هي اللهجة الجبلية المصمودية القديمة التي تعرضت للتعريب نتيجة العنصر الأندلسي الدخيل الى المنطقة وفي هذا يحدثنا الحسن الوزانقائلا : " فالأمازيغ الذين لهم علاقة بالعرب أكثر من سواهم وأوثق صلة بهم هم أكثر الأمازيغ استعمالا للكلمات العربية في لهجتهم. فغمارة الا أقلهم يستعملون العربية، لكنها عربية رديئة وغير سليمة وكذلك الشأن في عدد كبير من القبائل الهوارية والسبب في ذلك أن هذه الشعوب على اتصال شفوي مستمر مع العرب " وتضم اللهجة الجبلية أيضا كلمات من اللغة الأسبانية نتيجة سنوات الاستعمار وكلمات أمازيغية مصمودية مثل سبنية (الوشاح) إيباون (الفول) دوخس (لبأ) تاكرا (إناء) ... أما أصولهم فمتنوعة أغلبهم ذو أصول مصمودية محلية بالاضافة الى عناصر أندلسية مُعربة مثل صنهاجة وهوارة وزناتة بالاضافة الى أقلية كتامية جائت من شمالالجزائر خلال القرن 10 ميلادي. وجدير بالذكر أن نذكر أن أسلافهم شاركوا في جيش طارق بن زياد وبعد فتح الأندلس استقر أغلبهم في جبال اسبانيا والبرتغال الى حين سقوط الأندلس فعبروا الى منطقة جبالة في شمال المغرب واختلطوا مع أبناء جلدتهم المصامدة الغماريين ومن أهم المدن التي تقع في قلب هذه المنطقة أو على حدودها: تطوان - أصيلا -العرائش- القصر الكبير - وزان - شفشاون - تاونات.