بادئ ذي بدء من النصفة القول أن الذي تبذل فيه شرطة الفنيدق قصارى جهدها في تنظيم وضبط حركة المرور في المنطقة الممتدة بين الفنيدق وباب سبتةالمحتلة ، والذي لا يسعنا إلا أن نثمن من مجهوداتها المشكورة، والتي أثمرت روحا جديدة، تمثلت في استتباب النظام والإنضباط وعودة الأمور إلى وجهها المنشود بين المواطنين الممتهنين للتبضع . وتجدر الإشارة أيضا إلى الدور الذي قامت به الهيئة الحضرية للفنيدق والذي يتجلى في المساهمة الفعالة لكل العناصر البشرية والتقنية التي تهم الأداء الضبطي الأمني لمجريات حركة السير، حيث تم تزويد المجال بعناصر أمنية جديدة، تشد من عضد كل من شاخ وعتق وأصابه الإرهاق، فكانت هذه إضافة جديدة تطفح بالحيوية والأداء الجيد، فيما يخص المشاركة في تخفيض العبء الذي أوزر كاهل السابقين، الذين ذاقوا المرارة في مواجهة طوابير السيارات الراغبة في دخول مدينة سبتةالمحتلة وهي في وضعية استنفارية وعشوائية، الكل يسعى إلى احتلال الصفوف الأمامية من الطوابير، فخبروا مدى الفوضى والتسيب اللذان كانا سائدين، وممن يجب ذكرهم في هذا الباب هم كل من العربي وعلي وكمال ، حيث أنهم مثال دقيق ومعبر عن الحالة التي كانت توجد عليها الظروف الأمنية العملية للمدار . كما ترتب عن هذه المعالجة وإعادة ترتيب الأمور، حدوث وقع جيد وأثر سار، تجسد في الإطاحة بكل مظاهر التسيب والفوضى والإرتباك والإنفلات، الذي كان سابقا يحكم حركة المرور . فقد تغير الوضع إلى ما هو أحسن في اللحظة الراهنة . وقد كثفت جريدة تطوان بلوس الإخبارية بحكم كونها منبرا إعلاميا جادا ومسؤولا، مجهوداتها لكشف ملابسات الوضع، وتفاصيله وجوانبه المثارة، التي كانت محطة تناول من طرف أقلام عديدة، حتى تضع أمام الرأي العام، ما يجول ويصول في حقيقة الأمر، مساهمة منها في وضع القارئ وكل متتبع مهتم، أمام الحيثيات والمستجدات الملموسة، التي يشكل إدراكها تربية حقيقية، ومساهمة هادفة في التنوير والتفعيل . فنطاق فعاليتها يبتدئ من الفنيدق إلى حدود ساحة باب سبتة . إلا أنه من الغير المتوقع والمستساغ هو الموقف الذي عبرت عنه ولا زالت القوة الأمنية الإسبانية ( الحرس المدني الإسباني guardia civil ( ، حيث يلتجئ هذا الأخير إلى تفعيل تصرفات توصف لدى العديد من المتبضعين بالطائشة، والغرابة، والجهل، بما يجري ويدور، وما يجب أن يكون ، حيث الروح الغالبة في سلوكاتهم هي التمييز والعنصرية التي أصبحت في عصرنا هذا قيم بائدة وعتيقة، تجاوزها التاريخ ، تتجلى في سلوك استهجاني يقوم به الحرس المدني الإسباني ، حيث أنه أصبح من المألوف عنده يوميا يرغم معظم السيارات بالعودة من حيث أتت بدون أية ذريعة معقولة ومقبولة، ويتم الأمر في السادسة صباحا يوميا ، أي لحظة انطلاق الولوج إلى فضاءات مخازن لبيع السلع بالجملة والتي تسمى لدى الإسبان ( annavis ) ، ومما لا يخفى على أحد الحساسية الرفيعة، التي توجد عليها وضعية المدينةالمحتلة إقليميا ودوليا ، مما يسبب في خلق وتوليد الحزازة التي تسكن في نفوس من هو نقيض لحقنا الوطني . ولكن السؤال لماذا يقف الذين يمثلون هيئة المرور بباب سبتة التابعة لنقطة نفوذ الأمن الوطني موقف المتفرج، الغير المتدخل في تقويم ومعالجة هذه التناقضات والتصرفات المستهجنة ، التي يبادر بها الحرس المدني الإسباني في وجه المغاربة وكأنه تحد سافر لقيمنا وما يهم صالحنا . ففي الحقيقة الأمر يزيد استفحالا وتفاقما ، إذ أنه عند عودة ورجوع المتبضعين من لحظة المثول أمام السياج التابع لنقطة إدارة النفوذ الإسباني ، حيث يقع اصطدام االطوابير المرغمة على العودة ، وتنافر غير ضروري في ساحة باب سبتة ، حيث المحطة الخاصة بوقوف سيارات الأجرة ، فمن يضع حدا لمثل هذه الشروخ والمفارقات ؟ - هل هي وزارة الداخلية بواسطة الناطق الرسمي لدى الحكومة بباب سبتةالمحتلة ؟ أم المسألة تخص الوزارة الخارجية التابعة للتراب الوطني ، والأجدر للقنصلية الإسبانية أن تتحرك وتقوم بواجبها المناط بها، في تمثيل العلاقة الشرعية بين التراب المغربي ونظيره الإسباني ، وأما عكس ذلك ، لا نصير إلا في دائرة أقل ما توصف به أنها عبثية وعقيمة . ولنا عودة في الموضوع .