هو الفقيه العلامة شيخ الجماعة القاضي سيدي الحاج أحمد بن الطاهر الزواقي الڭنوني الحسني , أكبر علماء تطوان و شيخ شيوخها في عصرنا هذا , فما من عالم أو أديب أوكاتب منها إلا و للفقيه الزواقي عليه مشيخة إما مباشرة و إما بواسطة أو وسائط. ولد عام 1277 ه - 1860 م بتطوان وتربى في حجر والديه , ثم قرأ القرآن على والده و على الفقيه محمد بن عبد الله البوزراتي الغماري , ثم قرأ على شيوخ تطوان مختلف الدروس العلمية وهم الفقيه سيدي محمد بن أحمد البقالي وسيدي مفضل أفيلال وسيدي محمد غيلان وسيدي المكي بن عبد الوهاب و القاضي محمد عزيمان وسيدي محمد النجار . و في سنة 1297 ه -1880م ارتحل لفاس و درس بالقرويين على كبار شيوخها منهم العلامة سيدي أحمد بن الخياط و الفقيه سيدي محمد بن المدني ڭنون و سيدي محمد بن التهامي الوزاني وسيدي أحمد بناني كلا و مولاي عبد الملك الضرير وسيدي الطيب بن كيران وسيدي الهادي الصقلي وسيدي محمد القادري وسيدي أحمد بن الجيلالي والفقيه ابن عبد الرحمان و في 1305 ه -1888 م رجع لتطوان فاشتغل فيها بالعدالة أولا إلى جانب التدريس ثم أذن له القاضي عزيمان في الفتوى سنة 1310 ه- 1892ه . أما العلوم والكتب التي درسها مع طلبة تطوان فهي : الأجرومية بشرح الأزهري , المرشد المعين يشرح ميارة ,ألفية ابن مالك بشرح المكودي و بابن هشام ,رسالةا ابن أبي زيد القيرواني بشرح أبي الحسن , مختصر خليل بشرح الدردير و الزرقاني و بناني و الخرشي , الاستعارة بمنظومة الطيب بن كيران وشرح البوري , البلاغة بمختصر السعد , الهمزية بشرح بنيس , المنطق بشرح بناني على السلم , الأصول بجمع الجوامع وشرح المحلى , الشمائل بشرح جسوس , صحيح البخاري بشرح القسطلاني , صحيح مسلم بشرح النووي , الموطأ بالزرقاني و الباجي والشفا بشرح ابن سلطان . أما الأماكن التي درس بها فهي : جامع السوق الفوقي و الجامع الكبير و الزاوية الريسونية و جامع غرسية و جامع الربطة . ,تولى الإمامة أولا بجامع الربطة عام 1310 ه - 1892 م ثم تولى سنة 1311 ه - 1893 م تولى إمامة الصلوات الخمس مع خطبة الجمعة بجامع السوق الفوقي. إلى جانب ماسبق تولى قضاء تطوان أولا عقب وفاة القاضي سيدي التهامي أفيلال سنة 1339 ه - 1921م وأعفي منه عام 1342 ه - 1924 م ثم تولى قضاء القصر الكبير خلفا لأخيه سيدي محمد المتوفي من سنة 1347 ه - 1929 م إلى 1350 ه - 1931 م . ثم تولى قضاء تطوان ثانية سنة 1353 ه - 1934 م وبعده رقي سنة 1358ه - 1939 م إلى وظيف قاضي الناحية الجبلية . كما كان عضوا بارزا في عدة مجالس و لجان علمية و قانونية وقضائية منها اللجنة العلمية الرسمية التي كلفت بمراجعة قانون تنظيم محاكم العدلية المخزنية سنة 1353 ه -1934 م وكذلك كان عضوا بالمجلس الأعلى للأحباس الذي عين فيه منذ سنة 1358ه- 1939 م كما عين عضوا في لجان أخرى كلجنة امتحان القضاة و المفتين و اللجنة الأولى لتصفية المشاكل الحبسية بالمنطقة. أما فيما يتعلق بالتآليف فالفقيه الزواق لم يكن مولعا بالكتابة و التأليف فقد كان متفرغا و منقطعا للإفادة بطريق التدريس وقلما يكتب شيئا غير الفتاوى في النوازل التي يستفتى فيها أو الأحكام في القضايا التي ترفع إليه وهي كثيرة و مسجلة , ولم يشتغل بتأليف الشروح و الحواشي إلا في ظروف خاصة جدا . توفي رحمه الله في 13 فبراير 1952 م عن عمر يناهر الإثنين و التسعين سنة . سعد أكواريو