منذ أن تم الاعتراف بمدينة تطوان كموقع تراث عالمي سنة 1998 باعتبارها تتوفر على معالم تراثية من جملتها جدار دفاعي المعروف حاليا "بسور المدينة "الذي طوله 5 كلم و علوه يتراوح بين 5 و7 أمتار. عرف مؤخرا عدة ترميمات من اجل الحفاظ على جمالية التراثية للمدينة باعتباره ملكا للتراث الإنساني العالمي وقد خصص له أمولا طائلة من اجل إعادة ترميمه من جديد. إلا انه لوحظ عليه بعد أسابيع من ترميمه بعض الجوانب تتلاشي و باتت غير صالحة رغم إعادتها مرات ومرات ومن المحتمل أن تكون معرضة إلى الانهيار في أي وقت . وهذه الحالة جعلت الساكنة والمهتمون بالشأن المحلي يستنكرون بشدة صمت السلطات التي تتفرج ، خصوصا و أن مجموعة من البقع على واجهة السور تتفتت يوما بعد يوم إضافة إلى شقوق وتصدعات بسبب عدم الرؤية الواضحة للمسؤولين الذين تنعدم لديهم خبرة ودراية كاملة في ترميم التراثي حيث أبانت العيوب على عدم الإخلاص في العمل والمصداقية في الحفاظ على جمالية المدينة حتى اعتبرها البعض أنها أبشع جريمة ترتكب في حق أسوار المدينة العتيقة الشاهدة على حضارات مختلفة. ومن جهة أخرى فإن الطريقة التي تم بها الترميم والمواد المستعملة لا تنطبق على المعايير الفنية والتقنية الخاصة بترميم المدن الأثرية ولا تمثل تراث المدينة فهشاشة المواد المستعملة في بنائها من طين مدكوك وانعدام إحترام أعمال صيانة المعمقة تجعلها عرضة للتلف، فالصور المدينة كانت أجزاءه بارزة وغير مسبوكة كما هي الآن وهذا سوى تمويه للسياحة بالمدينة وطريقة لتبذير المال العام . نورالدين الجعباق