استيقظ سكان حي باب دكالة بمدينة مراكش، يوم الخميس الماضي، على وقع انهيار جزء من سور باب دكالة التاريخي، الذي يشهد على تاريخ المدينة الحمراء، دون أن يخلف أي خسائر بشرية، ما تسبب في حالة من الهلع والخوف وسط المواطنين القاطنين قرب السور المنهار. وعزت بعض المصادر المهتمة بالتراث المعماري أسباب الانهيار إلى الإهمال المتمثل في الطريقة، التي يجري بها ترميم السور، والتي غالبا ما يعهد بها إلى مقاولات غير متخصصة تعتمد في عمليات الترميم على مواد لا تتلاءم وطبيعة المواد، التي بنيت بها أسوار مراكش. وما يزال سور باب دكالة القريب من المحطة الطرقية للمسافرين يواجه خطر الانهيار بسبب تآكل جدرانه، باعتباره من أكثر أسوار عاصمة النخيل عرضة للتخريب، بسبب الإهمال، الذي يبدو واضحا لزائر مدينة مراكش. وذكر مصدر مطلع أنه رغم عملية الترميم، التي أقدمت عليها الجهات المختصة في وقت سابق لأسوار مدينة مراكش، إلا أن ذلك كان سطحيا ولا يتناسب مع معايير المعمار المعمول به مع هذا النوع من التراث المعماري. من جهة أخرى، يتعرض سور باب دكالة، الذي يختزل حضارة تاريخية مرت عليها حوالي 400 سنة، لبعض التصرفات والسلوكات غير المقبولة من طرف بعض المواطنين، بعد تحويله إلى مرحاض عمومي في الهواء الطلق من أجل قضاء حاجاتهم أمام صمت المسؤولين، ما يجعله محط إساءة خصوصا أن زائر المدينة الحمراء، عند مروره من الباب الرئيسي للسور، يستوجب عليه حبس أنفاسه تفاديا لشم الرائحة، التي تزكم الأنوف المنبعثة من السور، وهو ما يعطي انطباعا سيئا لاهتمام المراكشيين بتراثهم الذي يعتبر كنزا تاريخيا يجب الحفاظ عليه وصيانته من كل عبث وإساءة، فهل ستتدخل السلطات المحلية والجهات المعنية من أجل الضرب على أيدي كل من خولت له نفسه الإساءة لأسوار مراكش التاريخية. ويرجع المؤرخون بناء أسوار مدينة مراكش، التي تمتد على مسافة 19 كيلومترا إلى سنة 1127 ميلادية، ويقدر طولها حوالي 9 كيلومترات، بناها المرابطون بالتراب المدكوك أو ما يصطلح عليه ب "اللوح".