استيقظ سكان حي قشيش بالمدينة العتيقة لمراكش، أول أمس الخميس، على وقع انهيار جزء من سور قشيش التاريخي، الذي يشهد على تاريخ المدينة الحمراء، من دون أن يخلف أي خسائر بشرية، ما تسبب في حالة من الهلع والخوف في نفوس المواطنين القاطنين بالقرب من السور المنهار. وعزت بعض المصادر المهتمة بالتراث المعماري أسباب الانهيار إلى التساقطات المطرية، التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى تآكل جدرانه والإهمال واللامبالاة، رغم عملية الترميم التي التي أنجزتها الجهات المختصة في وقت سابق لأسوار مدينة مراكش، التي تمتد على مسافة 19 كيلومترا، إلا أن ذلك كان سطحيا ولا يتناسب مع معايير المعمار المعمول به مع هذا النوع من التراث المعماري. من جهة أخرى، تتعرض أسوار مراكش، التي بناها المرابطون بالتراب المدكوك، أو ما يصطلح عليه ب "تلواحت" لبعض التصرفات والأفعال والسلوكات غير المقبولة من طرف بعض المواطنين، بعد تحويل أجزاء من أسوار مراكش، التي تختزل حضارة تاريخية مرت عليها حوالي 400 سنة، إلى مرحاض عمومي في الهواء الطلق من أجل قضاء حاجاتهم أمام صمت المسؤولين، خصوصا سور باب دكالة، ما يجعله محط إساءة، خصوصا أن زائر المدينة الحمراء عند مروره من الباب الرئيسي للسور المذكور، يستوجب عليه حبس أنفاسه تفاديا لشم الرائحة، التي تزكم الأنوف المنبعثة من السور، وهو ما يعطي انطباعا سيئا لاهتمام المراكشيين بتراثهم، الذي يعتبر كنزا تاريخيا، يجب الحفاظ عليه وصيانته من كل عبث وإساءة.