انهار صباح أمس الأحد، جزء من فندق "لنكولن" العتيق، على إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة الدارالبيضاء، دون أن يخلف هذا الحادث أية خسائر بشرية ومادية، كما تمت معاينة ذلك. "" ويذكر أن هذا الفندق أغلق منذ سنة 1989، وذلك عقب انهيار أرضية إحدى غرفه. وقررت السلطات المحلية إخلاء هذه البناية المهددة بالانهيار لفسح المجال أمام القيام بإصلاحات للواجهة المصنفة ضمن التراث الثقافي الوطني. وأكد فيصل الشرادي المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالدارالبيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن انهيار جزء من هذا الفندق يدعو كافة المتدخلين في مجال التراث الثقافي للمدينة للانكباب "بشكل جدي" على مشكل تدهور هذه المعالم الهندسية الوطنية. وأوضح أن خطر اختفاء هذه "الجواهر المعمارية" التي تشهد على حقبة زمنية من تاريخ المغرب، يستدعي تضافر جهود الجميع للمحافظة على غنى هذا التراث الوطني. وبعد أن وصف الشرادي التراث الذي تختزنه العاصمة الاقتصادية ب"الغني والمتميز" على الصعيد العالمي، أعرب عن الأسف لكون ملكية هذا الموروث الوطني تعود للخواص. ومن جانبه، أوضح منسق أقسام التهيئة الحضرية والسكنية بمجلس مدينة الدارالبيضاء أحمد سكنيش، في تصريح مماثل، أن انهيار جزء من هذه البناية يفرض إيجاد حلول جذرية واستعجالية لهذا المشكل. وعزا الحالة المتدهورة والمتهالكة لهذا الفندق، الذي صنفت واجهته ضمن التراث الثقافي الوطني، إلى خلاف بين مجلس المدينة والمالك، الذي "رفض دائما" ترميم هذه البناية. ويعد فندق لينكولن، الذي صممه المهندس الفرنسي هيبير بريد سنة 1917 على مساحة تقدر ب3000 متر مربع، أول بناية بشارع محمد الخامس (شارع المحطة سابقا). كما يعتبر من بين أربعين معلمة مصنفة ضمن تراث فنون العمارة على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى.