تعددت صور التزحلق بتطوان، لتأخذ هده المرة شكلا مغايرا لما ألفناه في شارع 10 ماي بسبب الزليج الذي كان سببا في إحداث كسور و رضوض لعدة أشخاص، ومع ذلك تم تركه رغم كثرة التنديد و الشكوى التي من المتضح أنها لله وحده، جل و علا. هذه المرة تبرز بطريقة أخرى: السقوط المتكرر لعدة مواطنين من جراء عصارة الأزبال التي تتركها شاحنات الشركة الجديدة. فعلى مرأى من الجميع تنطلق هذه الأخيرة تاركة وراءها سيلا من الزيوت و الروائح الكريهة المنبعثة من مياه النفايات لتترك الشارع في أسوأ حالاته، ثم يأتي بعدها من كان سيء الحظ و يسقط بسبب تزحلقه فيها. وقد عاين الكثير منا العديد من مثل هذه الحالات، فليس بالبعيد أن حدث مثل هذا بساحة الجلاء ( الرتاحة)، بعد أن مرت هذه الشاحنة ليأتي بعدها بدقائق رجل مسن، تزحلق في هذه العصارة فسقط، و ارتطم رأسه بالأرض، و تبعثرت كل حاجياته، فهرع الناس لمساعدته في جمع أغراضه و الاستفسار عن حالته التي كانت بألطاف من الله بسيطة على حسب قوله،عدا بعض الجروح و آلام في الرأس التي من المحتمل أن تكون لها مضاعفات فيما بعد.ثم سقط بعد ذلك بدقائق رجل آخر في نفس المكان من دراجته النارية، ناهيك عن أصوات الفرامل التي أحدثتها السيارات التي تمنح حق الأسبقية لغيرها... حدث كل هذا في وقت وجيز من جراء تهاون بعض المسؤولين لإعطاء الحق لمن له في هذه المدينة مع تجاهل ما يحدث لبعض المواطنين ، و ما قد يحدث بعدها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالتطبيب، أو الإسعاف، علما بأننا جميعا نردد مثل:“الحضا غلب القضا"، كي لا نصل لهذا النفق المسدود، و لكن لا يوجد من يتركنا على حالنا كي نعمل بمثل هذه الأقوال وذلك بتسببهم بإلحاق الأذى لمن هو أضعف و أهون صحة وعافية، و أخص بهذا القول شيبنا و أطفالنا. فلم لا يسترعي العاملون بالشركة“الجديدة “ حالات هؤلاء، فضلا عن كون ذلك حقا من حقوق الإنسان في العيش الكريم و المريح،وعلما بأننا انتظرنا هذه الشركة طويلا كي تحل أزمة جمع النفايات المتراكمة إثر رحيل الشركة السابقة، لنجدها اليوم تطرح مشكلا آخر. فهل مثل هاته الأخطاء مرئية لدى العامة و مستترة لدى مسيري شؤوننا؟ أم صدق من قال: مصائب قوم عند قوم فوائد؟؟؟ أمنة أحراث.