خلدت الطبقة العاملة عيدها الاممي يوم فاتح ماي في جو طبعه المسؤولية والحماس ، حيث أن هذا اليوم يعتبر يوم للاحتجاج ضد الاستغلال وضد الرأسمالية ، فاتح ماي لهذه السنة يأتي في ظروف استثنائية اولا في ظل حكومة جديدة قديمة وفي ظل دستور جديد، وفي الوقت الذي كانت تتنظر الطبقة العاملة من الحكومة الجديدة القديمة الى ترجمة الاتفاقات على أرضية الواقع والتعاطي بشكل ايجابي مع مطالب الطبقة العاملة ، نسجل أن هذه الحكومة قادت عدوانا ثلاثيا ضد الطبقة العاملة وذلك بانزال قوانين تنظيمية شملت " قانون تنظيمي حول الاضراب ، وقانون حول الحرية النقابية وقانون حول العمل المؤقت والهش ، مع العلم ان خمسة دساتير عرفها المغرب تؤكد كلها على " ان الاضراب حق مشروع " ومع ذك تأتي الحكومة بقانون لخدمة الباطرونا ورأسمال ، أما فيما يتعلق بالحرية النقابية فلها أعمدتين ترتكز عليهما " أولا حق التفاوض و حق الاضراب ،أما النقطة المتعلقة بالعمل المؤقت فقد أصبح هو القاعدة والعمل الرسمي القار هو الاستثناء في ظل الحكومة الحالية مع العلم أن الحكومة لها أولويات أخرى وليس من أولوياتها الهجوم على مكاسب الطبقة العاملة ومحاربة العمل النقابي خدمة للباترونا، لأن هذه القواني تهدد السلم الاجتماعي بالبلد لأن فرنسا كانت سباقة الى مثل هذه القوانين لكن الشعب الفرنسي رفضها " التساؤل الذي يطرح ؟ هل المغرب أصبح بمثابة مختبر للتجارب الفرنسية" ، أما فيما يتعلق بمحاربة العمل النقابي فقد تم اختطاف مؤخرا بمدينة القنيطرة الكاتب العام لقطاع السيار مباشرة بعد صلاة الفجر :" البندة على عينين " دون أن يعلم الجهة التي اختطفته ، للاشارة إن القطاع الذي ينتمي إليه هذا المناضل يخوض اضرابا منذ أسابيع والعائلة المسيطرة على طريق السيار " هي عائلة ال الفاسي المتعفنة" ، التي اغتنت على حساب الجماهير الشعبية ، إن هذه الاساليب تذكرنا " بالعهد الاوفقيري " الذي عاشه المغرب أواخر الستينات وبداية السبعينات , إن الدولة المغربية تعمل حاليا على تدجين العمل النقابي حيث يوجد جبهتين / جبهة مدجنة مشكلة من بعض الاطارات النقابية المزيفة التي تدور في فلك الحكومة والتي تدافع على القوانين التنظيمية الجديدة إذ أصبحت هذه الاخيرة تمثل الحكمومة وتدافع عليها بدل الدفاع عن العمال التي تتوهم انها تمثلهم وجبهة مدافعة ومقاومة ... أما تطوان فقد عرفت خروج بعض المركزيات النقابية والقطاعات المنضوية تحت لوائها ، وباعتراف كل المتتبعين فان مسيرة الاتحاد المغربي للشغل كانت أكبر مسيرة بالاضافة الى القطاعات الجامعية والخاصة فقد شاركت كل من حركة عشرين فبراير واطاك المغرب وبعض الهيئات الحقوقية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب وطلبة مدرسة الفنون الجميلة و المتضررين من عملية نزع ملكية أراضيهم بالمضبق ، فكانت فعلا مسيرة شعبية بكل المقاييس أما النقابات الأخرى فكان حضورها باهتا مع احتراماتي لمسؤولي هذه الاطارات.... في هذا اليوم ستبرهن فيه مختلف مكونات الطبقة العاملة أن الحركة النقابية المغربية المستقلة والموحدة هي القوة الاجتماعية الاكثر تنظيما وانضباطا و أننا سنواجه العدوان الثلاثي بنفس الحزم والاستماثة دفاعا على الطبقة العاملة وحقوقها المشروعة. سعيد المهيني