منذ انتخاب السيد عبد السلام بنحليمة، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، على رأس جماعة السحتريين في يونيو 2009، وسكان هذه الجماعة القروية المحاذية لمدينة تطوان، والتي تعتبر من أفقر جماعات الإقليم، يعانون الأمرين مع إشكالية رخص البناء، مما دفع غالبيتهم للارتماء في أحضان البناء العشوائي، مع ما يلي ذلك من مشاكل جمة مع الإدارات المحلية، حيث أبى هذا الرئيس إلا أن يجعل هذه الجماعة الفقيرة تحطم الرقم القياسي في عدد المحاضر المتعلقة بمخالفات البناء المرسلة إلى المحكمة، دونا عن بقية الجماعات القروية الأخرى المشكلة للإقليم، حيث وصل عددها إلى حدود الساعة أزيد من 100 محضر، أغلب ضحاياها من ساكنة دواري "أمزال" و"منكال" ذو الكثافة السكانية المرتفعة، ليجد السكان المعنيون أنفسهم أمام خياران اثنان لا ثالث لهما، أحلاهما مر، إما تسوية الوضعية، وهو ما يرفضه الرئيس رفضا مطلقا، أو أداء غرامة مالية تتراوح بين 2000 و4000 درهم تكون أحيانا مع هدم البناء، علما أن جل ساكنة هذه الجماعة يعيشون تحت عتبة الفقر والتهميش، إذ يعتمدون على الفلاحة البورية كمصدر وحيد للعيش، أما رئيس الجماعة المنتخب من طرف هؤلاء الذين بفضلهم نال منصب الرئاسة، فيكون جوابه الوحيد الذي يواجه به سكان جماعته هو: "تبكي يماك أحسن ما تبكي يما"، وهو أسلوب لا يليق بتاتا بمسؤول انتخبته الساكنة لحل مشاكلهم وتلبية حاجياتهم، متذرعا بكونه يطبق ما تمليه عليه السلطة المحلية من تعليمات، علما أنه يستمد قوته من صناديق الاقتراع وسلطته تعلو فوق أي سلطة أخرى، الأمر الذي أثار سخط وغضب مواطني الجماعة الذين أكدوا لنا أنهم "لأول مرة في تاريخهم يرون الرئيس الذي نال ثقتهم وأمنوه على مصالحهم، يخدم مصالح جهات أخرى ضدا على سكان الجماعة، وعوض الدفاع عنهم يتحيز لموقف السلطات الذي لا يكون في جميع الأحوال يخدم منفعتهم، بل ظل طيلة الثلاث سنوات التي تولى فيها مسؤولية تسيير الشأن المحلي لأول مرة في حياته، وهو عاجز كل العجز عن تحقيق أية خدمة أو مصلحة للجماعة ولساكنتها". وتظل التساؤلات المحيرة المطروحة من طرف جل سكان جماعة السحتريين: أين كانت السلطة المحلية، وعلى رأسها قائد قيادة بني يدر، أيام كان هؤلاء البسطاء يشيدون مساكنهم المتواضعة؟؟ ولماذا لم تبادر إلى توقيفهم في حينه قبل إتمام عملية البناء التي تكلف بعضهم كل ما يملكون، وآخرون يلتجئون للاقتراض من أجل بناء بيت متواضع يقيه وأسرته حر الصيف وقر الشتاء؟؟ وهل جماعة السحتريين وحدها تشكل الاستثناء على صعيد إقليمتطوان المتكون من 21 جماعة قروية، والتي يعيش أبناؤها نفس وضعيتهم دون اعتراضهم أي مشكل في عملية البناء؟؟ ولماذا يرفض هذا الرئيس تسليم السكان شهادة تسوية الوضعية؟؟ أم أن السيد عبد السلام بنحليمة يظل مجرد "ديكور" بالجماعة مسير من طرف لوبيات تخدم مصالحها الخاصة؟؟ وهل انعدام تجربته السياسية والتسييرية جعلته يصل هذا الحد من العجز وافتقاد الجرأة ومواجهة السلطة إسوة بزملائه الذين يسيرون جماعات أخرى تعني أضعاف ما تعانيه جماعة السحتريين من مشاكل وصعوبات؟؟ إذا كان هذا صحيحا، فلماذا لم يبادر أو يهدد حتى بتقديم استقالته على غرار ما فعله بعض رؤساء الجماعات بالمنطقة، ليفسح المجال لمن هو أكفأ وأجدر بتسيير الجماعة؟؟؟ محمد مرابط