قرر فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب اللجوء إلى المحكمة العليا (المجلس الدستوري سابقا) من أجل دفع الحكومة إلى الإعلان عن الراتب الشهري للمدرب الوطني غريتس، بعد رفض محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة كشفه عنه، من جديد في أول حصة خاصة بالأسئلة الشفوية بمجلس النواب مساء أول أمس (الاثنين). وقال مصدر من «البام»، إن «الفريق النيابي سيكلف رئيسه عبداللطيف وهبي، بمقاضاة الحكومة لدى المحكمة العليا من أجل معرفة الأجر الشهري الذي يحصل عليه مدرب المنتخب الوطني الذي أثار ضجة سياسية وإعلامية، لم تكن كافية لوزير الشباب الرياضة من أجل كشفه»· وستكون هذه العملية، الأولى من نوعها في تاريخ المؤسسة التشريعية، التي يقرر فيها فريق نيابي دق باب المجلس الدستوري، بحثا عن الإنصاف من «ظلم» الحكومة التي رفضت تمكين نواب الأمة من معرفة كم يتقاضى مدرب الفريق الوطني، الذي تساءل مجموعة من النواب، هل أضحى بدوره من أسرار الدولة التي تفرض واجب التحفظ. ودخلت أمينة المسعودي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، وعضو فريقه في مجلس النواب على الخط، وطالبت بدورها بكشف قيمة الراتب، انسجاما مع مبدأ الشفافية والوضوح وحق المواطنين الدستوري في الحصول على المعلومة، لأن الدستور هو أسمى قانون، ولا شيء غيره، بيد أن طلبها باء بالفشل، عندما قال محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الذي عاد من رحلة سريعة، بعدما تابع مباراة النهاية التي جمعت بين منتخبي كوت ديفوار وزامبيا، إن «الحكومة لا يمكن لها كشف الراتب الشهري، لأن المدرب طلب إضافة بند يخص عدم الكشف عن راتبه الذي تصرفه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم»، مؤكدا في الوقت نفسه أن «من حق الجميع الحصول على المعلومة، لولا عقد الاتفاق المبرم بين الطرفين، الذي يعتبر شريعة المتعاقدين»· وقد تدخل بعض نواب التجمع الوطني للأحرار، بقوة للاحتجاج، قبل أن يرد عليهم الوزير الوصي على القطاع، بالقول «كان عليكم أن تطلبوا الكشف عن راتب غريتس في الولاية السابقة، في إشارة إلى عهد الوزير التجمعي منصف بلخياط، أما «أنا فلم تمض إلا ثلاثة أسابيع على تحملي مسؤولية إدارة شؤون وزارة الشباب والرياضة»· وشكل فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب المفاجأة، عندما طالب بصوت قوي، بإقالة الجامعة ومعها المدرب غريتس، وفتح تحقيق في طريق صرف الأموال الضخمة التي خصصت للرياضة الوطنية، خصوصا جامعة الكرة· كما حذر النائب الإبراهيمي المنتمي إلى الفريق ذاته، من اغتيال الديمقراطية في الجمع العام المقبل للجامعة، إذ كشف عن تهييء شخصية معروفة لخلافة الفاسي، في إشارة منه إلى اسم ادريس بنهيمة، التي تردد اسمه في كواليس البرلمان، مرشحا لخلافة علي الفاسي الفهري، الأمر الذي نفاه مصدر في ديوان وزير الشباب والرياضة· وعلمت «الصباح» أن عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي حضر صباح أول أمس (الاثنين) اجتماع فريق حزبه النيابي في مقر الحزب، نظرا لضيق المكان في البرلمان، طلب من بعض نواب الفريق، عدم إثارة أو «حك الضبرة» على راتب غريتس، لأن ذلك لا يزيد إلا غضب الجماهير الرياضية، غير أن نائبا برلمانيا من حزب «المصباح» تمرد على «نصائح» رئيس الحكومة، وطرح أسئلة حارقة لدى تدخله باسم الفريق أثناء مساءلة الحكومة عن «نكسة» الغابون. عبدالله الكوزي