يوميات حملة انتخابية 12 اليوم الثاني عشر تواصلت الحملة الانتخابية في يومها ما قبل الأخير على إيقاع مرتفع، سمته الأساسية هو المسيرات الحزبية التي كانت تجوب بعض الشوارع الرئيسة بوسط المدينة، والتي نظمتها أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال. كما تميز هذا اليوم بافتتاح بعض الدكاكين الانتخابية لبعض الأحزاب التي لا تتوافر على لائحة محلية بالإقليم، حيث اكتفت بالدعاية للائحتها الوطنية، مثل الحزب المغربي اللبرالي، والحزب الاشتراكي. وبالمقابل كان تواجد الأحزاب الصغيرة التي تتوافر على لوائح محلية تطوان جد محتشم، من قبيل حزب العهد، وحزب الإنصاف والتجديد، وحزب الأمل، وحزب الوحدة والديمقراطية، وحزب اليسار الأخضر. موازاة مع ذلك؛ نظم حزب الاتحاد الاشتراكي مهرجانه الخطابي الأول بسينما أبيندا، الذي قام بتأطيره حسن طارق، عضو المكتب السياسي للحزب، الذي أعطى إشارات واضحة عن التحالفات المستقبلية لحزبه من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، والتي لن تخرج عن التحالف مع الأحزاب الوطنية الديمقراطية، التي اعتبرها الوحيدة المؤهلة لإنقاذ المغرب من السكتة القلبية، والاستجابة لمطالب حركة 20 فبراير، منتقدا في نفس الوقت الأحزاب الإدارية، معتبرا إياها مسؤولة عن إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داعيا إلى حلها، على غرار ما وقع مع الحزب الوطني الديمقراطي بمصر، والتجمع الدستوري الديمقراطي بتونس. واعتبر حسن طارق في معرض كلمته، أن المعركة الانتخابية الحالية هي معركة ما بين إرادة التقدم التي تمثلها الأحزاب الوطنية الديمقراطية، وبين إرادة التخلف والجمود التي تمثلها الأحزاب المزيفة، التي شبهها بالكراكيز التي يتم تحريكها من خلف الستار. وفي الأخير ناشد سكان مدينة تطوان لكي ينخرطوا في مغرب التغيير، والمشاركة في قطع الطريق على المفسدين، من أجل أن تستعيد تطوان مكانتها كمدينة مجاهدة، كانت دائما في قلب النضال الديمقراطي، وأنجبت رجالا كان لهم إشعاعهم الفكري والسياسي. هذا اللقاء الذي تميز بحضور مئات الأشخاص، الذين قدموا من مختلف أنحاء الإقليم، ولا سيما من مدينة واد لاو التي يترأسها وكيل لائحة "الوردة" محمد الملاحي، يؤكد أن الاتحاد الاشتراكي قد استطاع أن يتغلب على بعض المشاكل التي كان يعاني منها، والتي كادت أن تعصف بالحزب، بل وأن تؤدي إلى إقباره، كما ذكر الكاتب الإقليمي للحزب السيد عبد اللطيف بوحلتيت. موازاة مع ذلك نظم حزب الأصالة والمعاصرة هو الآخر أول لقاء له انعقد بقاعة الحفلات الأندلس، وكان خاصا بتأطير نساء الحزب للمشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة، وحضر اللقاء حوالي 500 امرأة، هذا وسينظم الحزب خلال يوم الخميس ابتداء من الساعة الرابعة مساء، لقاء جماهيريا بقاعة الحفلات "الحمامة" من المرتقب أن يكون من تأطير رئيس الحزب محمد الشيخ بيد الله. من جانب آخر عرف هذا اليوم المسيرة الرابعة على التوالي لحركة 20 فبراير الداعية لمقاطعة هذه الانتخابات، وفي هذا الإطار أصدر الحزب الاشتراكي الموحد بيانا عن مكتبه المسير نداء يدعو من خلاله المواطنين إلى مقاطعة هذه الانتخابات، وذلك نظرا لغياب أي إرادة لفتح أفق ديمقراطي حقيقي واستمرار نفس آليات التزوير والتحكم وإغراء النخب واحتوائها والاعتماد على كائنات سياسية فاسدة مسؤولة عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. غدا سيكون هو اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، ومعه سيكون العمود الأخير من هذه التغطية المستمرة لمختلف مراحل هذه الحملة، التي نالت مني من الجهد والتحمل الشيء الكثير، ومن خلاله سأبين الصعوبات التي تعرضت لها، وسأرد على الانتقادات التي وجهت لي. وعقب ذلك سنحاول أن نكون السباقين للإعلان عن نتائج هذه الانتخابات، مع القيام بعملية تحليلية لأسباب نجاح البعض وفشل البعض الآخر، والله ولي التوفيق. سليمان الخشين.