من المقرر أن تعقد كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان، مؤتمرا دوليا تحت عنوان «مركزية الجاحظ في الثقافة الانسانية»، وذلك يومي 15 و16 نوفمبر الجاري. ووفقا لبرنامج المؤتمر، فإنه من المقرر أن تتوزع أبحاث المشاركين به على ثلاثة محاور أساسية، يركز الأول منها على «البلاغة والنقد والأدب لدى الجاحظ»، وما ينطوي على ذلك من تأثير بالغ للانتاج الأدبي للجاحظ على البلاغة العربية ومفرادتها اللغوية، إضافة إلى شروط النص لدى الجاحظ وما طرحه في كتاباته حول ما بات يعرف ب«فن الرسم المورفوسيكولوجي السردي»، إضافة إلى آليات ومناهج الجاحظ في كتاباته الأدبية المختلفة. أما المحور الثاني فيأتي تحت عنوان «الجاحظ والعلوم البحتة» ويركز هذا المحور على اسهامات الجاحظ في «علم الحيوان» وما طرحه من خلال كتابه الشهير «الحيوان» من مصطلحات علمية بحتة سبق بها عصره تتعلق بالحيوانات والكائنات الحية، وتأسيس الجاحظ لنظرية علمية عربية جديدة تتعلق بدراسة الكائنات الحية. وفيما يتعلق بالمحور الأخير، فإنه يتناول «الجاحظ في فكر الآخر»، إذ يركز على رؤية الثقافات المختلفة للجاحظ مفكرا وأديبا وعالما، حيث ستطرح أبحاث عن الجاحظ في فكر الأتراك، والجاحظ في التراث الأندلسي، إضافة إلى الجاحظ في الفكر الاستشراقي اليهودي- الإسرائيلي، ورؤية الفكر الفرنسي الحديث للجاحظ وانتاجه المختلف. ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر باحثون وأساتذة ومفكرون من جنسيات مختلفة وجامعات عربية وأوروبية وإسلامية متعددة، فبالإضافة إلى أساتذة من جامعات مختلفة بالمملكة المغربية، سيشارك بالمؤتمر أساتذة وباحثون من كل من مصر وتونس والعراق والمملكة العربية السعودية وإيران وفرنسا وأسبانيا. ووفقا للقائمين على هذا المؤتمر، فإن انعقاده يأتي بهدف المساهمة في إعادة اكتشاف فكر وأدب واسهامات العلماء العرب والمسلمين في الثقافة الانسانية ومن أبرزهم "الجاحظ"، الذي سبق بفكره وأدبه الكثير من الآداب والعلوم والثقافات. وانطلاقا من ذلك سيركز المؤتمر على ايضاح الرؤية التي كانت تحكم الجاحظ في فكره، وهي "الكشف والبيان"، والتي تنضبط في إطار بنية محكمة، تلتقي عند الكون والإنسان والحيوان، ولا شك أن هذه الرؤية البنيوية تنطلق من أسس فكرية ومذهبية وعقلية، ومن سياق اجتماعي وسياسي واقتصادي.