البارحة وأنا أسرع الخطى للحاق بمنزل العزاء في حي الشبار، بعدما باغثني الخبر....قلت "لسارة ":" ابحثي لي بين ذاك الكم من حاملات الملفات D.EX . عن صور لي مع " يما كلثوم " ..".كنت أعرف أن المهمة صعبة نظرا لعدم انتظام أرشيفي الضخم، ولكني في العمق كنت ابحث عن ذكرى في مخيلتي ،عن لحظات جميلة في عمق لحظة حزينة ،عن طيف حنان لا زال عقلي يحتفظ به "لشريفة" كنا ولا زلنا نناديها في بيتنا "يما كلثوم" . دلست مع نادية، عبر حي كطلان مرورا " بالساقية دالدفل" إلى الشبار ...نادية تربطها " بيما كلثوم "علاقة أقوى مني .تذكر أمي مما تذكر مما بقي من ذاكرتها المملوءة: "يا يوسف جئنا الى حي الشبار في سابع مولد اختك نادية ،هناك عشنا حبا الناس وحب الناس لنا ،كنت ادا خرجت للتسوق اترككم مع" يما كلثوم" ،وكانت هي تتقن "الدراز" كان "حلاونية" ، بشوشة .وكنا عائلة واحدة وكان والدك هو دعامة الناس هناك ...." تعلقي "بمرتين" يشبه تعلق الفلسطينيين بالقدس، لا تغريني الدنيا كلها بديلا .لماذا؟احدى اهم الأسباب: "ناس مرتين" . لا يمكنك أن تتخيل سعادة امتلاك "أمهات" كثر ،ولا يقدر بمقدار ذاك الكم من الحب المنتشر في فضاء المدينة الرحب، والذي يجعل الشريفة" يما كلثوم "تعاملك وإخوتك كابنائها .اذكر وانا طفل صغير بحي الشبار "خربشات" في عقلي لجيران من بينهم حبابي عايشة الفيلالية وحبابي عايشة السعيدية و يما كلثوم ....يزوروننا ويجالسون امي تلك الشابة القادمة من طنجة" الحضارة والعالم " إلى مركز مرتين الصغير جدا يومها ..كان منزلنا مفتوحا على مصراعيه كما اليوم وكانت ل"يما كلثوم " مكانة خاصة ..وكبرنا وظلت "يما كلثوم " "والعائشتين " على نفس العلاقة المشحونة بحب يملأ حي الشبار وما جاوره..كانت تأتي عندنا للحي الجديد وبنفس البسمة والبشاشة كنا نتحدث ونتذكر .. ..واليوم عندما أتذكرها ومكانتها في قلوبنا أعرف لماذا عشنا في "مرتين" سعادة الحياة بين زخم المنغصات ..كنا ولا زلنا نجعل"الحب"في أعلى المراتب وحب الأمهات أجمل ما حبانا الله به في الدنيا وان شاء الله( قولا يقينا أكثر منه تمني .لحسن ظننا بالله )سنلتقي جميعنا في الجنة . رحمك الله يما كلثوم وأدخله فسيح جنانه.