سلسلة رجالات مرتين. "الفلاح" :الشريف الذي رسم "الكراطيرا" ..أذكر فيما أذكر مند اكثر من 3 عقود ،أخا لي اسمه سمير ، نام ذات ليلة في الغرفة الكبرى من منزلنا وراء البريد بصحبة "الفلاح" "،في الصباح قص قصة" الشريف الفلاح" الذي لم ينم الليل كله بل ظل يتحدث ويصلي ويتحدث ويصلي إلى الفجر ثم خرج الى حالته وعالمه الفريد . ... "الفلاح "ومن لايعرف الفلاح بمرتين القديمة؟؟؟ ..عندما كانت تأتيه حالات "البوهالى "كان يحج بعض الأحيان لمنزلنا .يدخل بدون استئذان(كغيره من بوهالا مرتين). يطلق العنان لكلامه وهلوساته يتحدث بلكنته الشهيرة و بصوته الشجي .يجلس إلى جنب والدي رحمه الله وتعد له امي الطعام... .أمي احتضنت العالم بايتامه وطلبته وحمقاه ومشاكل الناس... ولحد اليوم لم تمل رغم السن والمرض. (وذاك موضوع آخر لا اقدر على كتابته).... ... الكراطيرا. .الكراطيرا. . (أي الطريق .الطريق )هكذا كان يصيح الفلاح وسط كثبان رملية عند بداية حي الشبار كان يقول للناس بلغته ولكنته الجميلة الشجية:" من هنا ستمر الطريق..من هنا" ويشير في اتجاه كابونيكر..يومها لم يكن أحد ليصدق الأمر .طريق وسط صحراء رمال شاطئية في مدينة صغيرة لا تنمية ولا مؤسسات فيها؟؟لا يمكن .. عقول المرتيليين تتصارع بين "ايمانها"بكرامات المجاديب وواقعية الحال..يحدث الذي تنبأ به "الفلاح" وعندما تبدأ المعاول تشق الطريق طبقا لرسم الفلاح .ينبري"المؤمنون"بالكرامات :"ألم نقل لكم أن الفلاح شريف؟؟؟!!!"..ينام الفلاح ملئ جفونه ويتركنا نتجادل حول "خروقاته " ..آه ثم آه لو كان الفلاح مرشحا لبلديتنا لفاز بالأغلبية بلا مال ولا مساعدة المقدمين... يغيب عنا الشريف الفلاح لسنين نتلهى نحن بملذات الحياة نعيش أيامنا وصراعاتنا وننسى بوهالا مرتين .وكيف لا ونحن درسنا وأصبحنا مثقفين" وفهايمية "وعلماء كبار..في كل شيء؟؟؟. فهل نتذكر علامات تربطنا لانتماءاتنا واشارات لوجودنا ؟كنا نعتز بها في مراحل واليوم نخاف من رمينا بها نحن الحداثيون العقلانيون التنويريون؟؟؟لا طبعا.. الصديق "السعوتي" يروي لي كيف أن الجراح وقف مدهولا وهو يرى صبيحة اليوم الموالي لاجراء عملية جراحية للفلاح. كيف أن جسده تعافى ودمه أصبح صافيا بدون تفسير علمي... !!! .يروي لي السعوتي أمورا كثيرة عن الفلاح لا تفسر ولا تفهم الا بالنية ...ولكنها فقط علامة من علامات هذه المرتيل المدينة الفريدة .. الجيل الجديد لا يعرف الفلاح ولا يعرف حالاته وخرجاته وتنبؤاته. ... وانا أحلم بحوار مباشر معه ،أريد أن يسمع الصغار صوتا مغايرا وان يتذكر الكبار مرحلة من تاريخهم...