انطلقت يوم أمس الجمعة 24 فبراير بتطوان فعاليات الملتقى الثاني للتصوف "دورة محيي الدين ابن عربي" بندوة فكرية حول "الخطاب الصوفي لدى الشيخ الأكبر محيي الدين إبن عربي". و أكدت نجلاء الوزاني رئيسة جمعية "درر" للتنمية و الثقافة، المنظمة للملتقى في كلمتها الافتتاحية على أن اختيار محيي الدين ابن عربي ليكون عنوانا لنسخة هذه السنة، ينبع من قيمة هذا القطب، معتبرة أنه لا يمكن الحديث عن التصوف و أعلامه دون الوقوف على أعتاب ابن عربي. و وقفت الوزاني على حاجة الانسانية إلى القيم الروحية، و العيش "في مجتمع يحكمه الحب و السلام و التسامح، و السمو الأخلاقي"، وفق تعبيرها. من جهته تحدث المتخصص في علم التصوف، والإعلامي الدكتور أحمد الخليع عن إجلال المغاربة و ما جعلوا من مقام رفيع للأشراف، و أقطاب الولاية و الصلاح. و أفرد الخليع حيزا هاما من مداخلته إلى ما جاء به ابن عربي من معاني في حب الله، و ما ذكره من فضائل و شمائل لآل البيت، لما يشكله ذلك بحسب الخليع "من سر أطلعه الله عليه، و الذي تجهله العامة، بل و حتى بعض من أهل الخاصة". و أشار ذات المتحدث إلى أن أشعار ابن عربي تحتاج إلى مفاتيح لفهمها، مشددا في ذات الوقت على أن هذا الفهم ينبغي أن يدرك وفق الدلالات التي قد لا تخطر على عقل إنسان. من جانبه قدَّم الدكتور عبد الإله بن عرفة قراءة تحليلية لبعض من قصائد ابن عربي. و أوضح بن عرفة أن الخطاب عند ابن عربي ينقسم إلى أقسام مختلفة فهو إما أن يكون ربانيا، أو نفسانيا، أو ملكيا، أو شيطانيا. و لفت بن عرفة إلى أهمية السماع باعتباره ذكرا و فنّاً، و علما، بالنظر إلى ما يضطلع به من وظائف مختلفة و على رأسها تشكيل الذوق. هذا اللقاء الفكري الذي أطره الدكتور أحمد الطريبق، و نشط فقراته الإعلامي عبد المجيد الورداني، تخللته قراءات شعرية للشاعرة الأردنية غدير حدادين، حيث قدمت باقة من قصائدها الشعرية التي تمتح من عوالم التصوف و ضروبه.