تستعد مدينة فاس لاحتضان فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، التي ستنظم من 12 إلى 19 أبريل المقبل، تحت شعار "على خطى ابن عربي"، بمشاركة باحثين ومفكرين وطرق صوفية من المغرب والعالم العربي والإسلامي وأوروبا. الباحثة اللبنانية سعاد الحكيم (خاص) وتتميز الدورة الثامنة، التي تحتفي بالشيخ الأكبر ابن عربي، بتكريم إحدى منارات التصوف بالعالم العربي، اللبنانية سعاد الحكيم، المتخصصة في قراءة نصوص ابن عربي وصاحبة كتاب "نظرية الحب عند ابن عربي". وقال فوزي الصقلي، رئيس جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية٬ خلال تقديمه برنامج الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن الدورة الثامنة ستحتفي بابن عربي، بعرض فيلم "البحث عن محيي الدين" لناصر خمير، كما ستكرم المرأة المتصوفة، من خلال الباحثة اللبنانية سعاد الحكيم صاحبة "المرأة ولية. وأنثى.. في نصوص ابن عربي"، مشيرا إلى أن الدورة ستمكن من اكتشاف جانب من ثراء التراث الروحي، سواء بالمغرب أو بالعالم. وأشار إلى أن المهرجان يهدف إلى مساءلة دور التصوف في عالم اليوم٬ واستكشاف الفنون والمشاريع الثقافية والاجتماعية الجديدة، التي من شأنها تشجيع الحوار الثقافي والحضاري، موضحا أن هذا الملتقى الدولي من شأنه أن يساهم في جعل الصوفية ثقافة مشتركة٬ وقاسما بين طرقها بتعدد اتجاهاتها، فهو فضاء منفتح على الثقافات الصوفية في تنوع تعبيراتها من خلال اتساع المشاركة الدولية. ويتميز برنامج الدورة الثامنة، حسب المنظمين، بتنظيم لقاءات فكرية وحفلات فنية للسماع والموسيقى الصوفية بمتحف البطحاء، إذ سينظم حوالي 20 لقاء فكريا على خطى ابن عربي، بمشاركة مفكرين وأكاديميين ومهتمين بالتصوف من المغرب والخارج، من بينهم ليلي أنفار، وسعاد الحكيم ، والتهامي الحراق، وسعادة ماء العينين، ولحسن السباعي، وجعفر الكنسوسي، وثريا إقبال، وعبد اﷲ الوزاني، ومايكل باري، وبابلو بينيتو، ونزهة برادة، ومحمد مفتاح، والشيخة نور، وعبد الصمد أنطونيو روميرو، ودونيس كريل، وجين كلارك. وستتمحور جل الموائد المستديرة حول ابن عربي، وسيتناول المشاركون مواضيع "على خطى ابن عربي"، و"السيرة الذاتية لابن عربي"، و"تقديم أعمال ابن عربي"، و"صور من الأنوثة عند ابن عربي"، و"طريق الفتوة في أعمال ابن عربي"، و" ابن عربي في فاس وإعادة تأهيل مكان إقامته"، و"أثر أعمال ابن عربي على المشرق والمغرب"، و"الأعمال الشعرية لابن عربي، و"ابن عربي ودين الحب"، و"تفسير القرآن والحديث عند ابن عربي"، ومواضيع أخرى من قبيل "الحضور المعاصر للفكر الحاتمي"، و"نحو تأسيس جامعة للثقافة الصوفية". وبخصوص الشق الفني للمهرجان، ستنظم حفلات للسماع والموسيقى الصوفية تحييها فرق فنية من المغرب والخارج، ومن أبرز الفقرات حفل فرقة "كورو بنيانا"، التي ستقدم أغاني الفلامينكو المستوحاة من قصائد ابن عربي، وموشحات صوفية للشرق والغرب من أداء حمام خيري، ومروان حاجي وأمينة بنسودة، وحفلات سماع تحييها كل من الطرق الشرقاوية، والقادرية، البوتشيشية، والصقلية، والوزانية، والحراقية من المغرب والطريقة الخلواتية من تركيا، والطريقة القادرية من البوسنة والهرسك. ومن أقوى لحظات المهرجان، سهرة السماع الصوفي والموسيقى العربية الأندلسية، مع منشدي السماع بالمغرب، عبد الرحيم الصويري ، ومحمد باجدوب، ومروان حاجي، ومحمد وعبد الفتاح بنيس، وسعيد الشرايبي، مرفقين بأركسترا الموسيقى الأندلسية لمحمد بريول.