من الممكن أن يُشكل الانتقال المفاجئ من أجواء العطلات الصيفية إلى الروتين المدرسي ضغطا على الأطفال والعائلة بأكملها. ولكن انتهاج القليل من التخطيط لتسهيل عملية العودة إلى المدارس قبلها بفترة جيدة من شأنه أن يخفف من تأثير الالتزام بالجدول المدرسي على الأطفال حتى دون أن يدركوا. مع وجود الكثير من الأفكار تدور في ذهنك، هناك خطة مهمة يجب اتخاذها تتمثل في دفع الأطفال نحو الالتزام بجدول زمني معين في النوم قبل فتح المدارس أبوابها بفترة كافية. وعموماً، فإن الحصول على أعلى الدرجات يعتمد بشكل كبير على الحصول على قسط كافٍ من النوم. وفي ما يلي نستعرض بعض نصائح خبراء مركز نوم لندن في دبي: * في الوضع المثالي يجب أن ينام الأطفال ويستيقظون في نفس التوقيت طيلة العام، ولكن الإجازات تجعل روتينهم اليومي غير ذلك، فمع قضاء أغلب الأوقات مع العائلة، تؤدي العطلات في الكثير من الأحيان إلى نوم الأطفال في أوقات متأخرة من الليل وتغيير الساعة البيولوجية للأطفال بشكل كامل. ومع اقتراب الموسم الدراسي الجديد، يجب على الآباء والأمهات إعادة الأطفال ببطء إلى الروتين المدرسي المعتاد للتأكد من حصولهم على النوم الكافي خلال الدراسة. يشير خبراء النوم إلى أن الأطفال من سن 6 إلى 11 عاماً يحتاجون من 10 إلى 11 ساعة من النوم ليلاً، في حين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 18 عاماً يحتاجون إلى نحو 9 ساعات من النوم. * يمكن أن تؤثر قلة وجودة النوم على عملية التعلم داخل الفصول المدرسية وتنمية القدرات بشكل عام. أصبحت أيضاً الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تُشكل مشكلة كبيرة في حرمان الأطفال من الحصول على النوم الكافي والعميق، وذلك بسبب الإبقاء على الأطفال في حالة نشاط وتأهب ذهني وعصبي حتى أوقات متأخرة من الليل، حيث أن الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية يمنع إطلاق هرمون ال" ميلاتونين" المسؤول عن حصولنا على النوم الطبيعي وتنظيم الساعة البيولوجية للجسم. من المهم أن نساعد أطفالنا على الحصول على نوم هادئ خلال الليل وسط بيئة هادئة وباردة ومريحة بدون أجهزة إلكترونية. * من الطرق التي تساعد على وضع قواعد للنوم، الاستيقاظ الساعة لسادسة والنصف صباحاً، حيث سيستوجب الأمر الخلود إلى النوم الساعة الثامنة مساءاً. من الأفضل تبني مثل تلك القواعد التي كان المثال السابق أفضلها، بحيث سوف تجعل تلك القواعد من السهل على الأطفال اتباعها والالتزام بها. كما أن إعطاء الأطفال مكافآت بنهاية الأسبوع من شأنه أن يحفزهم على الالتزام بروتين النوم اليومي، لذا احرص على جلب كل اللوازم المدرسية والمكافآت من أجل إسعادهم وكسب ثقتهم. * ابدأ الروتين اليومي قبل موعد النوم بنحو ساعة عن طريق تحفيز الأطفال وتهيئتهم للنوم من خلال سرد قصة ما قبل النوم أو أخذ حمام للاسترخاء أو شرب كوب من الحليب الدافئ. الشيء الوحيد الذي يجب أخذه في الاعتبار هو أن كل ما تختاره لا يجب أن يكون محفزاً بشكل مفرط ولا يجب أن ينطوي على أي شكل من أشكال الإلكترونيات. من الناحية المثالية، يجب أن يبدأ هذا الروتين في سن مبكرة جداً ويتم المواظبة عليه حتى مرحلة الشباب. كما أن تلك القواعد يجب أن تُطبق على الجميع! * من الممكن أن تؤثر الإجازات بشكل مباشر على عادات الأكل الصحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ضع الأطفال ضمن روتين لممارسة الكثير من التمارين الرياضية في وقت مبكر خلال اليوم السابق للدراسة لمساعدتهم على النوم مبكراً بشكل سهل في نهاية هذا اليوم. من المعروف أيضاً أن تناول الطعام الصحي يعزز من جودة النوم، لذا فمن الضروري أن تجعل أطفالك يتناولون مواد غذائية غنية بالمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات والبروتينات والأحماض الأمينية التي من شأنها تعزيز مستويات الطاقة، وذلك دون الإفراط في تناول الكربوهيدرات التي تحتوي على كم هائل من السعرات الحرارية. كقاعدة عامة، يجب أن نحاول تجنب إعطائهم الحلوى والأطعمة التي تحتوي على سكريات غير طبيعية، ويجب أن يحدث ذلك من وقت لآخر بدلاً من أن يكون بشكل يومي. * من المهم التحدث مع أطفالك عن أهمية النوم. ففي سن مبكرة يجب أن يدركوا أن النمو الجيد للجسم يحدث حينما ننام بشكل جيد، بالإضافة إلى ارتباطه بدعم وتقوية الذاكرة من أجل التعلم واكتساب المهارات بشكل أفضل. من الممكن البدء والاستمرار في ذلك النوع من التواصل خلال الإجازة حتى نهايتها ليعلم الأطفال ما سوف يجب عليهم فعله مع بداية الدراسة. حينما يدرك الأطفال أهمية النوم ويقتنعون بقواعده، سوف تتولد لديهم الرغبة في الالتزام بها. إعداد الأطفال على العودة لروتين المدرسة بعد انقضاء العطلة من الممكن أن يؤثر على سلوكهم، فمن الأفضل أن تتم تلك العملية بمزيد من الصبر والرحمة. قم بالتخطيط المسبق وساعدهم على تبني روتين جديد دون أن تكون قاسياً عليهم. طباعة المقال أو إرساله لصديق