"عز الله الحكام"… رن هذا التعليق في أذني و أنا أشاهد بعض صور شارع الجزائر بدون "فراشة"، و الكل يبدي إعجابه به و يؤكد بأن هؤلاء قد أساؤا لهذه المدينة بما فيه الكفاية، و دمروا جماليتها بعدما أصبحت عبارة عن سوق أسبوعي دائم و مترامي عبر أجمل و أرقى الشوارع و الأزقة، بل لم تسلم حتى الساحة المجاورة للقصر الملكي و التي من المفروض أن تعكس الحس الجمالي الذي يليق بمهابة و جلالة الملك. لا يختلف اثنان على كون تجارة المفارش قد أغرقت المدينة في نوع من العشوائية و الفوضى المفرطة، وجعلت حتى الزوار يستاؤون من تلك المناظر و يتضجرون، و الدليل هو انخفاض عدد مرتادي تطوان هذا العام، لأنه بكل صراحة لم يعد في الوضع مايطاق. يخيل إليك و أنت بتطوان أو بمرتيل والفنيدق و المضيق بأنه لا يوجد في المدينة إلا البيع و الشراء، و ما عساه يباع؟؟؟ كل ما يمكن أن تتخيله من بقايا "النصارى" إن صح التعبير… ضجرنا من " زبل الطاليان" أوصل القرار لأعلى الهيئات كي تتصدى له، فماذا بشأن "زبل النصارى" أو بالأحرى تجارة التهريب للمواد المنتهية الصلاحية و البعيدة عن كل رقابة، و تجارة "البال" أي كل ماهو "بالي" بالعامية؟ ثم كيف تمكنت السلطات من إخلاء هذه الشوارع بين عشية و ضحاها و هي من تساهلت لعدة سنوات بدعوى التهرب من المشاكل و الفوضى حتى بات الوضع خارجا عن السيطرة؟ هذه هي دعوة للإستمتاع بجمالية هذه الشوارع التي بات إخلائها بصفة دائمة حلما بعيد المنال، و هي أيضا أمنية لتكون أيام تطوان كلها احتفالات ملكية و على مدار السنة كي نستمتع بجمالية هذه المدينة التي صنفت يوما ما ضمن مدن التراث العالمي.. طباعة المقال أو إرساله لصديق