كشفت دراسة مستقلة أعدها دكتور إسباني في علم الاجتماع بجامعة غرناطة الإسبانية حول الدعارة في المناطق السياحية بتطوان، عن مفارقات كبيرة وأرقام تصل حتى طرح إشكاليات خطيرة ومخيفة. وأفادت نتائج الأطروحة/الدراسة التي أنجزها الدكتور أنطونيو مارتين بأن أكثر من 22 في المائة من «العاملات» في الدعارة بمرتيل هن من الشابات القاصرات و16 في المائة عذراوات، وهن طالبات وتلميذات لم يفقدن بكاراتهن بعد، ويمارسن الجنس بطرق شاذة مقابل مبلغ مالي يتراوح ما بين 100 و200 درهم. وتقول الدراسة، التي استغرق الباحث في إنجازها مدة ثلاثة أشهر متنقلا بين المدن الساحلية القريبة من إسبانيا كمرتيل والمضيق والفنيدق، إن أغلب التلميذات القاصرات المتعاطيات لدعارة «الخدمة السريعة» يقنعن فقط بدعوات للأكل وبطاقة لتعبئة الهاتف المحمول أو مبلغ لاقتناء السجائر وبعض مساحيق التجميل، تفاديا للفت نظر عائلاتهن إلى مداخيلهن المالية المهمة. وأفادت بعض الباغيات «المساء» بأن أكثر من 1100 امرأة من الممتهنات للبغاء بمرتيل يقدمن مبالغ مالية شهريا لبعض رجال الأمن مقابل التغاضي عن «مهنتهن» وتفاديا للمضايقات الأمنية التي قد تطالهن كل حين. وأفاد محدثونا بأن مجموع الإتاوات التي تمنحنها «عاملات للجنس» بمرتيل لبعض رجال الأمن تتراوح ما بين 500 وألف درهم، مما يعني، على الأقل، أن أكثر من 50 مليون سنتيم شهريا تنتهي في جيوب هؤلاء. من جهتهم، كشف حراس بعض الإقامات السكنية والسياحية بمرتيل ل«المساء» أن أكثر من 20 في المائة من الشقق المفروشة بالمدينة هي خاصة بممارسة الجنس «السريع» مقابل 200 درهم للساعة، فيما تفضل أخريات الانزواء بعيدا داخل فيلات بمنطقة الوادي المالح، أو بمجمع سكني معروف في كورنيش مرتيل. وكشف حارس آخر عن واقعة تمثلت أمام عينيه، أثبتت العلاقة الوطيدة التي تجمع بين مسؤول كبير عن مصلحة للشرطة في مرتيل وبين شبكة كبيرة من الممتهنات للدعارة. وأضاف محدثنا أن شجارا وقع منذ حوالي شهر في أحد التجمعات السكنية بكورنيش مرتيل بين أحد المسؤولين عن المجمع السكني وبين بعض الباغيات، حيث منعهن من دخول المجمع السكني ليلا ل«تنشيط» ليلة حمراء، ليفاجأ بعدها بتركيبهن مباشرة لرقم الهاتف المحمول لمسؤول عن فرقة للشرطة بمرتيل لإطلاعه على منعهن من الدخول، ليحل هذا الأخير فورا بالمكان لإدخالهن عنوة إلى المجمع السكني، قبل أن يقوم بتوزيعهن على بعض الشقق المفروشة التي كان بداخلها سائحون إسبان من مدينة سبتة وبعض مهربي المخدرات، يقول أحد حراس مجمع سكني. ويحكي أحد سائقي سيارة الأجرة أن انتشار ظاهرة الشقق المفروشة، التي تؤجر بشكل يومي، بمرتيل بدأت تقرع معه أجراس الخطر، بعد أن تبين أن جميعها تقريبا تستغل من قبل وسطاء شبكات الدعارة التي حولت هذه الفضاءات إلى أوكار مشبوهة ولتصوير بعض أفلام الخلاعة من طرف «السائحين» كما هي حالة الجندي الإسباني الذي ضبط السنة الماضية وهو يصور عددا من مشاهد الخلاعة رفقة فتيات بمرتيل، مما دفع العديد من العائلات في بعض الأحياء، حتى الراقية منها، إلى تغيير محلات سكناهم تجنبا للشبهات.