التسكع عبر شوارع مرتين فجر الصيف يختلف عنه في الشتاء …الشخوص التي تلقاها تختلف… والأماكن التي ترتادها تختلف…والأزقة لها روائح تختلف… اليوم ،مسحة الشرقي المثقلة بالبرودة المبللة للمكان تفرض نفسها…ترى في وجوه زوار حلوا لتوهم باحثين عن أماكن للدفيء في شاطئ مرتين الشهير نوعا من القنط … ربما كانوا ينتظرون جوا حار أكثر من هذا أو ربما هو تعب السفر المثقل بالعائلة الصغيرة والكبيرة الباحثة عن منزل جميل بثمن مناسب يصعب في هذا الفجر ربما… ؟ أزقة مدنيتي جميلة، ومن قال غير ذلك فهو لا يعرفها أو لنقل لم يسمح لنفسه بمعرفتها في لحظات الصفاء والفراغ… لا يمكنك أن تحب مرتين وأن تكره زوراها في نفس الوقت، لا يمكنك أن تمتلكها لوحدك، هي معشوقة الكل، ولكل واحد قطعة منها… فيها كما يقول تميم : "…. فيها الزنج والإفرنج والقفجاق والصقلاب والبشناق والتاتار والأتراك، أهل الله والهلاك، والفقراء والملاك، والفجار والنساك، فيها كل من وطئ الثرى …" اللوحة السوريالية أو لنقل ذاك التمازج الغريب بين مختلف القادمين والقاطنين يضفي على وجه مرتين مسحة مختلفة، الإقامات الفاخرة والشوارع العريضة والمقاهي المصطفة على طول الكورنيش الجميل يقابله صف من الشباب النائم فوق عشب البساتين المنتشرة هنا وهناك بكل طمأنينة ،وبين صرخة ذاك المبتلى الباحث عن اخر جرعة من مسكن الآم الأحلام المفقودة تتسكع بهدوء ولا تضطر إلى النظر خلفك كما تفعل في مدن أخرى … ابحث مند لحظات عن مكان للقراءة ،أريد أن أكمل فصلا أولا لمشروع جميل " لمحمد"، بدايته تقول : ) إنك تنتمين لي، وقد جعلتك ملكي، فأنا لا أظن أن ثمة امرأة حتى في عالم الحكايات الأسطورية قد حورب من أجلها كما حاربت من أجلك في داخلي. فرانز كافكا. وجدت في أحد الكتب الصوفية التي أمدني بها الحاج قولة آسرة عبرت عن كل شيء يخصني، يقول شمس الدين التبريزي: "سوف تتعلم من خلال قراءة الكتب. لكنك ستفهم من خلال الحب.." الجدران تتعرق بالحرارة على خلاف الثلج في الخارج، القلب ينفتح بين يديها حينما يستشعر لمساتها وهي تهمس إلى جسمي فيثور وينتفض. من أدمن قرع الباب فتح له. كيف يمكن أن أعيش على أرض الخطيئة بجسد نبي؟ إذا دخل الزلط من الباب خرج الحب من النافذة. "أعرف أن الانتحار أحد الكبائر…لكن أن تكون حزينا فذلك ذنب عظيم أيضا…لأنك عندما تكون حزينا فأنت تؤدي الآخرين…" يموت الزمّارُ ويداه ترتعش.. الذي يحتاجه البيت يحرم على الجامع….( ……………………." انتهى المقتطف. لن أقص عليكم الحكاية، حتى يكتمل المخاض، ولكني متأكد أنها من النوع الذي يروقني أو لنقل يطربني، البارحة جالست فتى مرتين العاشق للأدب ، لهنيهة، وبين قول وقول أشار إلى قصيدة "ذنوب الموت" ، وعندما يحيلك جالسك إلى ما تحس به بدون سابق قول تشعر بالدفيء وبذاك الخيط الرفيع ،لا أريد أن أتكلم فقد سطعت الشمس والطقوس تفرض على شهرزاد الصمت، فقط أقول لكم ولكن، إن شاء الله هناك مشروع جميل لمحمد سيروقكم وأهمس لمحمد :ط لا ترتكب خطئي ولا تترك " عجنتك" تطول في "المعجنة" ،العمر أقصر من ذلك والالهام لن ينتظرك طول العمر القصير أصلا، وقبل كل هذا وذاك أنت لست محتاجا "لورقة الدخول" لعالم الأحلام الجميلة ولا لرضا الأخرين، وما همك إن رضيت انت ولم يرض غيرك؟ ففي نهاية المطاف عالم الأحلام هذا له شخوصه وكياناته ولكل واحد نظرته الخاصة وفقط جميعنا نلتقي في فسحة العشق والمتعة وهي حاصلة أكيد، معك……………………………..وللحديث بقية. اليوم غيرت مكان جلوسي الفجري ، هناك وجوه أخرى بمسحات مختلفة، لم أستغرب أن أغلب الداخلين للمكان يعرفونني فانا السيد العامل دمرتين ،ومن "خدام الدولة" وإن لم يصلني من الخدمة سوى عشق للأدب وهيام بالقيام الباكر… يوما ما أطلب من معالي الوزير واعترافا بخدمتي للدولة أن يمكنني من حق اقتناء كل الكتب والروايات، ومن حق أسبوع كل شهر في إقامة عادية خارج مرتين لقراءة ما تجود به علي خدمة الدولة من روايات ودراسات ..أعتقد أن طلبي بسيط وحتى إن لم يوافق عليه معالي الوزير فأنتم ،نعم أنتم يا من يتابعون "خربشاتي" باستمرار مطالبون بتحقيق حلمي … وإلا توقفت عن خدمة الدولة… التسكع في مرتين فجرا جميل جدا، ربما يوما ما أفرض قانونا تقول إحدى فصوله: " لا يسمح لأي كان بالاستيطان بمرتين ما لم يجعل له يوما كل شهر، على الأقل، للتسكع فجرا ". مرحبا بكم في عمالتي . طباعة المقال أو إرساله لصديق