في مدينتي يتعايش نوعان من الفساد ،فساد ناعم وفساد خشن،فأما الفساد الناعم هو ذاك المغلف بشعارات عدة منها التشغيل الموسمي للشباب ،الرواج التجاري ،الترفيه السياحي إلى غير ذلك من الشعارات البراقة والخادعة والتي ظاهرها الإقلاع التنموي للمدينة وتوفير فرص الشغل وباطنها الرشوة والفوضى والعذاب لسكان المدينة وزوارها. فعندما نطلق العنان لشرذمة من الشباب الطائش غزو الشاطئ بمظلات شمسية يغرسونها كيفما إتفق مجبرين المصطافين للخضوع لمنطقهم الغابوي هذا في تحد سافر لكل القوانين والأعراف المعمول بها في هذا المجال،وعندما تتحرك أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم يعرضون سلعهم وكراسيهم فوق الأرصفة المخصصة أصلا للراجلين مجبرين هؤلاء الأخيرين النزول إلى طريق السيارات لتلتهمهم عجلاتها ،وعندما نغمض العين عن الفوضى العارمة التي يعرفها سوق الشبار والبريد دون إرغام أصحاب الدكاكين فتح محلاتهم عوض عرض سلعهم وسط الطريق العمومي،وعندما نسلم رخصا تجارية مخصصة لأكشاك لأشخاص بعينهم دون سواهم ،فاعلم أن الأمر إما إستغلال إنتخابوي فظيع وإما رشاوى على الهواء مباشرة،ثم فليذهب النظام وراحة الناس إلى الجحيم. أما الفساد الخشن فهو ذاك الذي لايتقنه إلا الذي في يده سلطة القرارأصحاب التوقيعات الذهبية .رخص بناء لعمارات ذات أربع طوابق فما فوق داخل مناطق مخصصة لمساكن لا يجوز تجاوز علوها ثلاث طوابق فقط، تحويل رخص بناء من فيلات إلى عمارات ،تحويل مناطق خضراء إلى رمادية بقدرة قادر، فتح طرق داخل مناطق بعينها بدعوى فك العزلة عن المواطنين لكن باطنها هو الرفع من سومة الثمن لأراضي تعود لأشخاص بعينهم،تخصيص أراضي لمشاريع وهمية حتى إذا ما طواها النسيان جيء بأناس غرباء للإستيلاء عليها مقابل ؟؟؟هذا النوع من الفساد الخشن لا يراعي لجمالية المدينة حرمة ولا لتاريخها قدسية شعاره الخالد أنا وأبنائي وأحبابي فقط وبعدي الطوفان. طباعة المقال أو إرساله لصديق