المكتب السياسي يتدخل على الخط ليفرض "بوشتى تباتو" كوكيلا للائحة الحزب بتطوان " إما ان نكون قوة موحدة على أرضية المبادئ التي تربى عليها المناضلين الاتحاديين وندخل غمار الانتخابات المحلية ككثلة واحدة وإما الانسحاب بهدوء احسن من نتيجة كارثية "، هذا تصريح احد رموز حزب الاتحاد الاشتراكي بتطوان عما يعشيه الحزب حاليا .. إن المتتبع للشأن المحلي بتطوان يلاحظ أن الصراع احتدم داخل حزب الاتحاد الاشتراكي بين الحرس القديم والجيل الجديد من اجل الحسم النهائي في اللائحة وكيفية تدبير الانتخابات الجماعية المقبلة .وان جل الأحزاب تعيش نفس الوضعية . لرصد ما يجري داخل البيت الاتحادي لا بد من العودة إلى نقطة البدء: أي بداية التفكير في الانتخابات حيث ان الصراع في البداية كان محصورا بين " الموساوي بجانبه عبد الواحد سريحن " و"العربي الزكاري وتباتو وكمال المهدي ، فبعد التحاق عبد الواحد اسريحن بحزب الاصالة والمعاصرة وعدم رغبة الموساوي في قيادة الاتحاد بتطوان ظل الصراع محصورا بين " الاستاد كمال مهدي" والفقيه " بوشتا تباتو " . حاليا الحزب يعيش وضعا صعبا على المستوى التنظيمي للكتابة الاقليمية و مكتب الفرع رغم احداثه لمكاتب جديدة ، لكن بتطوان مازال الوضع على ما هو عليه الصراع مازال حادا بين الحرس القديم والجديد وتعمق اكثر بعد اندماج حزبين اخرين بالاتحاد الاشتراكي ، وحسب بعض المصادر فان الصراع اخد يحتدم في الأسابيع الأخيرة بين من سيمثل الحزب في الاستحقاقات المقبلة بمعنى اخر، من سيكون وكيلا للاتحاد الاشتراكي ؟، كل المعطيات تؤكد ان الورقة ستلعب بين اثنين إلى حدود الآن " كمال مهدي" الذي تدعمه الاجهزة الحزبية محليا ، وبوشتى تباتو " يحاول المكتب السياسي فرضه على تطوان كوكيل لائحته و الحبيب حاجي ثانيا .. هناك من يعتبر ان الفرع بتطوان لن يستعيد عافيته اذا لم ترفع عليه سلطة الوصاية من صقور الحزب وأنهم المسئولون عن كل ما يعرفه الحزب من تطاحنات حسب بعض المصادر ، وحسب نفس المصدر فان التطاحنات بين بعض رموز الفساد بالاتحاد الاشتراكي تحكمه مصالح شخصية ضيقة أولا وقبل كل شيء ولم تحكمه مصالح المواطنين وذلك باعتراف أغلبية الشباب الاتحادي ، والاتحاد يمكن ان يتعرض لتصويت عقابي بالمدينية في حالة لم يسوي مشاكله ، لان هناك بعض الطحالب بحزب "عمر" والمهدي …. تنتعش في الماء العكر ومن مصلحتها ان يستمر على ما هو عليه … حاليا الاتحاد الاشتراكي بتطوان يعاني الامرين : صراع داخلي وآخر مع قاعدته الانتخابية ، في المراحل السابقة كان الحزب يتوفر على قاعدة انتخابية قار ة وأخرى متحولة ، الخطير في الامر ان تلك القاعدة القارة أصابها خلل ، لاعتبارات عدة ان الحزب لم يعد مرتبطا بالجماهير الشعبية ، حيث كان يتوفر على عدد كبير من جمعيات الأحياء التي كانت تؤطر الساكنة والتي يتم توظيفها خلال الاستحقاقات بمعنى لم يعد له اتصال مع ساكنة هذه المدينة ، هذا الفراغ استغله بشكل جيد حزب العدالة والتنمية والاحرار اللذان عملا على تأسيس ترسانة من جمعيات الأحياء والتي ستسهل عليهما المأمورية خلال الانتخابات الجماعية المقبلة … خلال السنوات الاخيرة عاش الحزب عزلة ، منغلق على نفسه بعيد عن واقع واهتمامات ومصالح المواطنين الذي يدعي تمثيلهم وخدمتهم ، يعيش في مناى عن اية مراقبة شعبية دون ان يقدم أي حساب عن أي موضوع ، لهذا فان ذلك يثير الا الشك والغيظ ما دام مستشاروه لا يخدمون الا مصالحهم ولا يمثلون إلا أنفسهم بجماعة تطوان وسبق ان صرح بعض قياديي الحزب بتطوان انه في حالة عدم منح التزكية لكمال المهدي سيقدمون استقالتهم . ترى هل سيترجمون تهديدهم على ارض الواقع في حالة فرض عليه ّبوشتا تباتو"؟.. ، لقد مرت هذه السنوات والساحة السياسية بالمدينة قد أصابها فقدان المصداقية والاشتباه المولد للتسيب واليأس ، فالنزعة التقسيمية والتدخل المنهجي للإدارة في الحياة العامة والتزييف كل هذا قد خلق الجمود والغموض بشكل لم يسبق له مثيل " ان السياسة بمعنى النبيل قد صفيت تصفية منهجية بمدينتنا المناضلة لفائدة المناورات الخفية والتخريجات الاصطناعية التي يقوم بها بعض شيوخ الأحزاب …. يعتبر أغلبية الاتحاديين ان الديمقراطية هي شرط التنمية هذه الديمقراطية تتطلب ضرورة دفع الحساب للسكان حول التسيير ، لكن يظهر أنها لا زالت محصورة في موسم التصويت وهذا الموسم لم يعد يغري المواطنين كما لم يعد يسليهم..