ريح الانتخابات الجماعية القادمة بدأت تهب على تطوان. وعلى ما يظهر أن هذه الريح بدأت تجلب معها نقاشات حماسية ومنفعلة في الآن ذاته. ريح مليئة بالثقوب، وفي الوقت عينه، مليئة بالتنبؤات، التي قد تصدق أولا تصدق نسبيا، ولكنها تثبت وجوها سياسية، منها وجوه مألوفة لدى الناس، وأخرى جديدة تدخل إلى بحر السياسة بروح رياضية ملآنة بالتطلع إلى أفق سياسي تغلفه الغيوم. وفي هذا البحر السياسي المضطرمة أمواجه، طلع علينا سعيد المهيني بمقال ب "تطوان نيوز" بأن وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الجماعية القادمة، والتي لم تعد تفصلنا عنها إلا خمسة أشهر، هو نور الدين الموساوي، الأمر الذي أثار جدلا واسعا في صفوف الاتحاديين، الذي أكد أحدهم أن الأمر ليس صحيحا، لأن المسطرة الانتخابية بخصوص اختيار وكيل لائحة الحزب لم تحدد بعد، وهو ما يجعلنا نقول إن الأمر لا يتعلق سوى بنوع من الدعاية الصحفية لشخص على حساب أشخاص آخرين من نفس الحزب، سيتنافسون على اللائحة الاتحادية ( في هذا الصدد، يتحدث عن كل من بوشتى اتباتو وكما ل المهدي)، ولكن هناك من يرجح كفة نورالدين الموساوي الذي يتمتع بشعبية واسعة سواء من داخل الحزب أو خارجه. لن أتحدث هاهنا سوى على أربعة أحزاب، بخصوص وكلاء اللوائح، بعد الاتحاد الاشتراكي، وهي حزب الاستقلال، والأصالة، والمعاصرة والعدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار. فإذا كان اشرف أبرون، الذي دخل غمار السياسة، وهو الرئيس المنتدب لنادي المغرب التطواني، هو وكيل لائحة حزب الاستقلال، وهو أمر أصبح محسوما فيه، لأن هذا الأخير مدعم بشكل فعال، من طرف حميد شباط الأمين العام للحزب، فإن عبد اللطيف أفيلال الكاتب المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة، هو الذي سيكون، لا محالة، وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة، والذي يشهد له بالكفاءة والمهنية والتواصل المرن مع ممثلي عدد من القطاعات… ولكن يبق السؤال الملح: هل سيوافق أعضاء العدالة والتنمية على أن يكون محمد إدعمار وكيلا للائحة حزب المصباح، وهو أمر غير مستبعد، لأن للرجل حظوة سياسية، غير أن منافسيه، ربما سيحولون دون تحقيق هذه الرغبة، لأنه من خلال التجارب السابقة، لم يتمكن أي رئيس جماعي من الإعادة، أو العودة لكرسي الرئاسة، بيد أن في السياسة كل شيء ممكن. ولا يخفى على الجميع، في الأخير، أن حزب التجمع الوطني للأحرار لا يمكن أن يتحمل إسما آخر، غير إسم رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس جهة طنجةتطوان ورئيس مجلس النواب. وعلى ما يظهر أن الطالبي سيكون هو وكيل لائحة حزب التجمع الوطني لأحرار في الانتخابات القادمة بتطوان، لما يملكه الرجل من كاريزما، وحضور سياسي، وإنساني وعملي، إضافة إلى امتلاكه للذكاء ولتجربة سياسية دقيقة ومؤثرة. وما يمكن قوله بكل ما سبق أن الانتخابات الجماعية القادمة ستعرف منافسة شرسة بين كل هذه الأسماء والوجوه السياسية من أجل الظفر بكرسي الرئاسة.