على غرار ما كان متوقعا، فاز حزب العدالة والتنمية بمقعدين بتطوان، في الانتخابات التشريعية بمدينة تطوان. ووفق مصادر رسمية فإن كلا من محمد إدعمار، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان وأحمد بوخبزة عن حزب المصباح، ورشيد الطالبي العلمي، رئيس جهة طنجة –تطوان، ورئيس بلدية أزلا، العربي أحنين، ورئيس جماعة واد لاو، محمد الملاحي، فالعضو البرلماني، عبد السلام البياري. أما بعمالة المضيق الفنيدق فلم يتم التأكد لحدود منتصف يوم أمس من فوز عبد الرحيم السليماني، عن حزب العدالة والتنمية، بينما تم التأكد من فوز أحمد التهامي، عن حزب الأصالة والمعاصرة. فيما فازت سعاد بولعيش، وكيلة لائحة حزب العدالة والتنمية بدائرة الفحص أنجرة. وفي ظل التعتيم الممنهج من طرف ولاية تطوان، فإن المعلومات شبه الرسمية، التي حصلت عليها «المساء» من طرف مسؤولي هذه الأحزاب، تشير إلى أن المقعد الأول والثاني هما من نصيب العدالة والتنمية بنسبة تراوح 17 ألف صوت، بينما حصل رشيد الطالبي العلمي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، على حوالي 13 ألف صوت، أما المقعد الرابع فكان من نصيب محمد العربي أحنين عن حزب التقدم والاشتراكية، أما محمد الملاحي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فقد جاء في الرتبة الخامسة. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء» من مسؤولي هذه الأحزاب، فإن المقعد الأول كان من نصيب رشيد الطالبي العالمي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حصل على أكثر من 13 ألف صوت، وكان المقعد الثاني من نصيب محمد إدعمار، عن العدالة والتنمية، بما يناهز 10 آلاف صوت، متبوعا بمحمد العربي أحنين، عن التقدم والاشتراكية. أما محمد الملاحي، عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فجاء في الرتبة الرابعة، بينما كان المقعد الخامس من نصيب عبد السلام البياري، عن الأصالة والمعاصرة. ورغم رفض ولاية تطوان تزويد الصحافيين بأي معلومات أو أرقام عن نسب التصويت لكل مرشح، فإن مصادر أخرى أكدت أن العدالة والتنمية حقق في مدينة تطوان حوالي 10 آلاف صوت، بينما لم يحقق الطالبي العلمي في المدينة سوى 3000 صوت، حيث كانت أغلبية الأصوات الأخرى التي حصدها في البوادي والجماعات القروية (بني حرشان، بني يدر، الزينات...) فيما جمع العربي أحنين حوالي 8 آلاف صوت، بينما حصل الملاحي على ما يناهز 4 آلاف صوت. وكان مقر العدالة والتنمية يعمل مثل خلية نحل، ليلة فرز الأصوات الانتخابية، وفق زيارات ميدانية قامت بها الجريدة لبعض مقرات الأحزاب السياسية، فيما كان مقر التجمع الوطني للأحرار شبه متأكد من فوزه، إذ كان الطالبي العلمي منشرحا وسط أنصاره، فيما كان آخرون يقومون بتوزيع قطع الحلوى على أعضاء الحزب ومنظمي الحملة الانتخابية، بينما غاب وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن الحضور إلى مقر الحزب في تطوان، إذ توجَّه إلى بلدية واد لاو، التي تبعد ب40 كيلومترا عن تطوان، لكونها مقر جماعته التي يرأسها ومعقل كتلته الانتخابية «المضمونة». أما مقر حزب الاستقلال فكان شبهَ مهجور سوى من جهاز تلفزيون مُشغَّل كان بضعة أشخاص يتابعون عبره تغطية الانتخابات التشريعية على الصعيد الوطني. ومن جهتها، كشفت مصادر من العدالة والتنمية عن تسجيل أعوان قضائيين 14 مخالفة قانونية في سير عملية لانتخابات ارتكبتها أحزاب مُنافِسة، فيما قامت بعض المواقع الإلكترونية ببث شرائط فيديو يكشف من خلالها بعضُ الأشخاص عن «توجيههم» من طرف بعض أعوان السلطة للتصويت لمرشحين بعينهم، وهو ما قد يؤدي بالأحزاب الأخيرة إلى تقديم طعون في نتائج بعض مكاتب الاقتراع. في نفس السياق، عرفت دائرة الساحل، (مارتيل، المضيق، الفنيدق) مشاركة ضعيفة للناخبين، حسب ماصرّح به للجريدة بعض رؤساء المكاتب، كما أفرزت بعض مكاتب الفنيدق أصواتا عديدة ملغاة، تَعمَّد أصحابها التشطيب على رموز كل الأحزاب السياسية، كما عرفت مقاطعة ملحوظة للناخبين. واستشهدت مصادرنا بالمكتب رقم 37 في مدينة الفنيدق، الذي لم يصوت فيه من بين 760 مسجلا سوى 258، من بينهم 43 ورقة ملغاة، مضيفة أن بعض الأوراق كانت تحمل عبارات مشينة، من سب وقذف وجُمَل مُخلّة بالحياء في حق المرشحين، وهو نفس الأمر الذي عرفته بعض الأوراق الانتخابية في تطوان وواد لاو، حيث أفاد مراقب في أحد مكاتب هذه الأخيرة أن بعض أوراق التصويت كانت تحمل عبارات «تحيا البارصا» وعبارات أخرى تتضمن أوصافاً مشينة في حق المرشحين.