منذ وقف اطلاق النار في الصحراء سنة 1991، و بسبب الظروف الطبيعية الصعبة و التضييق الممنهج على حياة الناس في مخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري، بدأت العائلات الصحراوية تعود بشكل تدريجي الى وطنها. و بسبب تقسيم المنطقة الصحراوية بين الادارة المغربية و ادارة البوليساريو، فقد تغيرت حياة من عاد منهم الى المغرب واصبحت بالنسبة للكثيرين أحسن من سابق عهدها قبل اندلاع النزاع، بفضل المجهود التنموي الكبير الذي قامت به الدولة المغربية في المناطق الصحراوية، و سياسة المغرب في مساعدة العائدين من المخيمات على الاندماج في المجتمع من خلال توفير السكن و المنح المعاشية و التوظيف، بالاضافة الى الاستفادة من مشاريع التنمية العامة كالتمدرس و التطبيب و العيش في ظروف حياتية لائقة. اما من عاد الى الى المناطق الصحراوية التي تديرها جبهة البوليساريو فقد بقي محروما من ابسط شروط الحياة في ارضه التي تسميها جبهة البوليساريو ( محررة )، حيث لا مدارس ولا مستشفيات و لا عمل ولا حتى اسواق للتزود بالمواد التموينية. لذلك لم يجد غالبيتهم من سبيل للتعيش غير حرفة الرعي و تربية المواشي، متنقلين بين الحدود الصحراوية الموريتانية، مفضلين صعوبة العيش في مناطقهم على العودة الى المخيمات حيث تمتهن كرامتهم يوميا من قبل عناصر الاجهزة الامنية الجزائرية و التابعة للبوليساريو على حد سواء. و تعيش المناطق الصحراوية التي تأوي غالبية النازحين من المخيمات حالة جفاف وقحط تضرر منها الانسان و الحيوان على حد سواء، و في غياب اي دعم مهما كان شكله، و بعد الاسواق الموريتانية للتزود بالاعلاف و المؤن، و تشديد الجزائر و البوليساريو اجراءاتهم الامنية على حدود المخيمات، و منع دخول و خروج غالبية البضائع و تقنين ما سمح به الى الحد الادنى، اضطر الكثيرين في الارياف الصحراوية الى الهجرة بمواشيهم الى المناطق الداخلية لموريتانيا، مما ترك أثرا سلبيا على حياة العائلات التي لا تستطيع مرافقة القطعان، وليس لهم من مصدر تعيش غير ما توفره المواشي من لحم و لبن أو مقايضة بالسلع التموينية التي إن وجدت فباسعار خيالية. وقد عاينا في جولتنا التي قادتنا للحدود الموريتانية المتاخمة لتلك المناطق في الفترة من 03 الى 11 نوفمبر الجاري، صعوبة الظروف التي يعانيها الصحراويون، و تشديد الاجراءات الامنية في مناطقهم الى درجة أن السلطات الامنية للبوليساريو منعتهم من التزود ببعض المواد التموينية كنا نوزعها في رحلتنا ( سكر، حليب للاطفال، دقيق الشعير، علب سردين) و اعتبرت من يتزود بها مجرما و اوقفت عدة سيارات ضبطوا يحملونها. لذلك نوجه نداء عاجلا الى المنظمات الدولية من اجل مساعدة مئات الاسر الصحراوية تتهددهم المجاعة بسبب الجفاف و بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات الجزائرية و قيادة البوليساريو على المناطق الصحراوية التي تديرها جبهة البوليساريو. و نوجه نداء خاصا الى المنظمات الخيرية و رجال الاعمال في كل من موريتانيا و المملكة المغربية و الجزائر من أجل مساعدة اخوانهم الصحراويين في فترة الجفاف التي تجتاح مناطقهم. و نطالب الاممالمتحدة بالتدخل لدى جبهة البوليساريو لفتح ممرات لايصال المساعدات الى اهالينا في المناطق الصحراوية المنكوبة. نواكشوط في: 16 نوفمبر 2013 مصطفى سلمة ولد سيدي مولود هاتف: 0022246569610 بريد الكتروني:[email protected]