مأساة حقيقية عاشتها مدينة تطوان..أشعلت الغضب الشديد في نفوس الشباب خاصة..وعموم المواطنين..حين تناهى إلى مسامع المدينة قصة الشاب (عبد الرحمن الشيخي) الذي أضرم النار في جسده المفعم بالحياة أمام بوابة معبر سبتة…وهو ابن الثالثة والعشرين من العمر.. احتجاجا على مصادرة رزقه..(حوالي 30.000 درهم سلعة مهربة).. وتعرضه للإهانة الشديدة وجهها له جمركيان..وهما يصادران كل ما يمكلك..يحكى أن هذا الشاب كان يعيل أمه..وأمام انسداد كل آفاق الشغل..لجأ مثله مثل غيره من آلاف المواطنين إلى ممارسة تهريب ما يمكن أن يعيد بيعه لسد حاجيات اليومي حتى لا تدوسه أقدام الفقر والحاجة..ويبتلعه مستنقع المخدرات والجريمة..لكن للجمركيين رأيا آخر في الموضوع..لقد قاموا بتجريده دون رحمة مما يملكه..وكان بإمكانهم أن يرجعوه من حيث أتى..قد يرد السلع لأصحابها..ويحتفظ بماله..وقد تسألهم ويجيبون "إنه القانون"؟؟…لكن نحن نعرف أن تلك الباب بالذات..التي يسمونها "الديوانة"..يمر منها العجب العجاب..وخاصة بالليل..ونعرف كيف أن الديوانيين يملكون بفضل "ادْهَنْ السِّيرْ يسيرْ"..ما لا يمكله قارون نفسه..والشمس لا يمكن أن تغطيها ثقوب الغربال.. اشتغلت المدينة غضبا..وعبرت عن غضبها بالشعارات أثناء جنازة هذا "الشهيد" الذي قضى على "محراب" البحث عن لقمة العيش..حاولت الجموع مهاجمة "إدارة الجمارك"..ومهاجمة منزل جمركي متهم بإهانة "الضحية" وقهره..ربما ستنظم "وقفة"..يوم الإثنين المقبل..بباب سبتة..احتجاجا على قهر وإهانة المواطنين..واستعمال "المكاييل" المتعددة في التعامل معهم..ومن يزور هذا المكان ويلاحظه عن كثب..سيرى أنواعا منوعة من صنوف العذاب التي يذوقها هؤلاء "المهربون الصغار"..ليس ذلك لأجل عيون القانون..لأن القانون لا يجيز لأحد إهانة أحد..بضربه أو ركله أو صفعه..ولا يجيز توجيه الشتائم والكلمات النابية..هم يفعلون ذلك لأهداف أخرى لا علاقة لها بالقانون..وعنوان هذه الأهداف موجود في كل زوايا الوطن ومساحاته..المغطاة بالسلع المهربة.. أيْ عبد الرحمن..قهروك..وسلبوك رزقك..وأهانوك..وابتلعت لهيب النار..ولم تستطع ابتلاع الإهانة..فلا نامت أعين من سرقوا..ويسرقون "الأحلام" من شبابنا..ويدفعونهم نحو لهيب الاحتراق..