كشف شريط وضع على موقع اليوتوب صوره أحد المترددين على باب سبتة، عن حالات ارتشاء يمارسها بالمكشوف جمركي، في معبر تمر عبره أطنان من السلع المهربة، فضل تفتيش جيوب المواطنين بدل سلعهم. حول الشريط الجمركي إلى المساءلة، وأمام المحققين ضرب كفا بكف لأن الطمع أعماه وجعله عرضة لنظرات تستصغر فعله وتحقره، لقد وضعت إدارة الجمارك حدا للمسار المهني للديواني الذي كان يسعى للاغتناء السريع، واضعا أمن البلاد واستقراره في مهب الريح، فلم يكلف نفسه عناء تفتيش السيارات والشاحنات والعربات، لأن همه الوحيد هو جمع الإتاوات، معرضا مصيره ومصير أسرته للتشرد. وكشف التحقيق الذي تم مع الجمركي، أن وضعه المالي جيد وأنه يملك شقة وسيارة ورصيدا بنكيا يعاني من السمنة، وأنه يمارس هواية تفتيش الجيوب عن حب ورغبة في الاغتناء السريع، لإيمانه بأن جرة قلم قد تبعده عن الشريط الحدودي وترمي به في إدارة يقضي فيها دوامه الإداري بكثير من الضجر. في الساحة المقابلة لمعبر باب سبتة، تقمص صحفي دور مهرب ووسط عالم من التجار والحراكة والمهربين والمتسولين وبائعات الهوى، وحرض كاميرا هاتفه المحمول على اصطياد الديواني وهو في وضع مخل بالجيوب، أثناء ذروة نشاط التهريب. قناص الناظور: تفتيش الجيوب بدل السلع المهربة يظهر قناص الناظور ثم يختفي حتى يعتقد زبناؤه أن الرجل يقضي فترة نقاهة في باحة استراحة بأحد سجون المملكة، وفي كل شريط جديد يظهر تطور في الإخراج التقني، لكن رغم تعدد إنتاجات هذا القناص الريفي، فإن العمل الأخير الذي رصد ما يجري من عمليات ارتشاء في صفوف شرطة الحدود والجمارك بين الناضور ومليلية يؤكد أن التنقيلات التي شهدتها المنطقة مجرد كلام للاستهلاك، فقد تتغير الوجوه لكن الرشوة حاضرة بقوة في هذا الفضاء الذي تنشط فيه عمليات التهريب وتصبح فيه «ادهن السير يسير» العملة الأكثر رواجا في المنطقة. رصد القناص الناظوري عمليات «هاك ورا ما فيها حزارة»، كانت الصور المعروضة صادمة بحق، يبدو فيها رجال قيل إنهم حماة الثغور قبل أن يملؤوا ثغورهم بالمال والطعام، كان الراشي يبدع عمليات تسليم الرشوة لرجال الأمن والجمارك، في المقابل كان المرتشون يلتفتون يمينا ويسارا قبل الارتماء على الطريدة، وهي عملية يلجأ إليها كل من يقوم بعمل غير مشروع. إلا أن المثير في الشريط هو نزول سائق سيارة ووضع مبلغ مالي في الصندوق الخلفي لسيارته، قبل أن تمتد إليه يد الجمركي بعد مفاوضات قصيرة حول المبلغ، دون أن تمتد يد التفتيش إلى السلع التي تجثم على ظهر السيارة، في استخفاف تام بأمن البلاد، خاصة في ظل خطورة الوضع الأمني بالمعابر الحدودية، بل إن الشريط كان يكشف بوضوح تقاسيم وجوه المدانين وكأنه صور بكاميرا متطورة، مما سهل توقيف الراشين والمرتشين وما بينهما.