كتب: يوسف بلحسن لحد الساعة لا أدري كيف أكتب هذا العمود ولا أدري في أي باب من أبواب السرد، يمكنني أن أدرجه، ولكنه على كل حال ليس في باب السخرية السياسية ولا حتى السخرية السوداء، بل هو اقرب إلى البكاء الصحفي على واقعنا السياسي،خاصة عندما تتشابك فيه المصالح الذاتية والسلطة. أولا، أموقع نفسي : لست طرفا في القضية ولا تربطني أية علاقة بالمتضرر بل إنني أقرب إلى البائع منه للمشتري، ولكن الوقع صعب ويتطلب أن أقول رأي،و لست الأول فالمعلومة وجدتها في الصحافة قبل أن يرويها لي نور الدين-المتضرر-وقوامها (والحقيقة أن لا قوام لها ولا رجل ولا رأس) أنه في مرحلة سابقة باع الرئيس عندما كان مجرد انسان عادي، للسيد نور الدين ،قطعة أرضية بمدخل المدينة بجوار مركب سكني ،ودارت الايام كما قالت أم كلثوم …والدنيا يعطيها الله لمن يحبه ولمن لا يحبه …فأصبح البائع رئيسا علينا وعلى نور الدين،( المشتري)، وهنا وبدون مقدمات أعطى الرئيس موافقته أو ما شابه ذلك من "أمور الحكم" لتصبح نفس القطعة الأرضية ،حديقة ولتنزع ملكيتها من المشتري نور الدين تحت غطاء المنفعة العامة…يا سبحان الله : من أين كل هذه الجرأة والشجاعة؟ المغاربة لهم مثال يقول: باع القرد وضحك على من اشتراه…. الإشكال هو أن الجماعة سبق لها مرارا أن قامت بنزع ملكيات لبناء مشاريع أهم من مجرد حديقة لتزيين واجهة إقامة سكنية لأحد "التماسيح والعفاريت" كما يسميهم الملا "مول الكيران".وفي كل مرة يطير المشروع مع كدبة أبريل… لماذا؟ ببساطة لأن الجماعة لا تتوفر على السيولة لشراء أراضي الناس تحت غطاء المنفعة العامة… وهكدا ضاع ملعب الكورة وضاع المسرح وضاع المستشفى ووو… ولكن يبدو أن الحديقة اللعينة ستكلف المدينة غاليا، ترى أين توجد هذه الحديقة المصيبة؟ وما مدى منفعتها لأبناء المدينة؟وما مدى تأثيرها على السياحة بالمدينة؟ هذه أسئلة محرجة لأن الاجابة عنها تجعلنا نطرح السؤال الآخر؟ لماذا هذه الضجة؟ الحديقة خارج المدينة،وفي المدينة الكثير من الحفر والبقع التي تستحق حدائق قبل تلك…وفي المدينة اللعينة مصائب بالجملة ومشاكل بالجملة ومجلسها البلدي عليه أن يحل الأهم عوض أن يخصص الأموال لتزيين واجهة إقامة خارج مدخل المدينة… سألت مسؤولا يعرف القوانين فقال لي إن نزع الملكية لا تعني التملك النهائي للجماعة للأرض قبل أن يحسم القضاء في الملف … طيب هل حسم القضاء في ملف الحديقة؟لا ؟هل ممكن أن يحكم القضاء لصالح المتضرر؟ ممكن جدا…ادن لماذا انطلقت أشغال تزيين الحديقة، واكتملت بقدرة قادر حتى أصبحت الأشجار مثمرة ،(وهذه من معجزات المخزن..)؟ ومادا لو قال القضاء: ارجعوا الأرض لاصحابها أو قالت البلدية : أنا ليست لي أموال لشراء الوعاء الارضي؟يعني كم مليون "هرقناه" على حديقة ليست لنا؟…لقد باعوا جلد الدب قبل صيده… ما الذي يجري في هذه البلدة؟ هذا الملف يعري حقيقة مرة قوامها:أن مجلسنا أبعد ما يكون عن تحكم مسؤولياته وأنه يسير"بالتلكومند" وأنه يرضخ لكل الأوامر حتى المضحك منها وأنه لا يجد غضاضة في المصادقة على قرارات يعرف مسبقا أنها لن تكتمل وفقط يصادق عليها لأن الذين يسرونه يفرضون عليه ذلك…وماذا يفعل سكان المدينة؟طبعا بعد سلسلة الانتقادات الفارغة أمام مقهى جمال ينتظرون خروج الأمام ليطلبوا " التدبيرة" …وشعارهم الله ينصر من أصبح.