تعرف شوارع مدينة تطوان هذه الأيام حالة اختناق كبير في حركة المرور، وحالة من التذمر وسط المواطنين بسبب أشغال تهئية يصفونها ب "العشوائية" والتي تفتقد إلى أدنى مقومات عمليات التأهيل أو إعادة الإصلاح. فبعد تفويت صفقة تهئية معظم شوارع وسط مدينة تطوان، وخصوصا "الإنسانشي" والشوارع ذات الطابع الموريسكي لتطوان، بدأت هذه الأخيرة وسط صمت سلطة الوصاية حيث تقوم باستعمال حاويات الأزبال لإغلاق الطرقات والشوارع ، مستغلة آليات مرافق تدبير مفوض أخرى، كما أن عملية تثبيت رصيف حجري بهذه الشوارع لم يأخذ بعين الاعتبار رأي الخبراء المعماريين المختصين في المدن ذات الطابع الموريسكي، التي تعتبر تراثا إنسانيا وحضاريا عالميا حسب منظمة اليونيسكو. فالمواد المستعملة في عملية التأهيل، لا ترقى للجودة المنشودة من طرف مواطنين طالما انتظروا هذه الإصلاحات منذ أخر عملية ترصيف قبل أكثر من 20 سنة تقريبا، كما أنها خيبت آمال الساكنة، التي تجهل لحد الآن الغلاف المالي المرصود لعملية التأهيل. فيما تشير عدد من المصادر أن الشركات التي حظيت بهذه الصفقة أصبحت تعتبر صاحبة امتياز في الفوز بصفقات التهيئة الحضرية بمدينة تطوان، وسط غياب أية مراقبة لأشغالها التي ستسفر، حسب قول مصادرنا، إلى تشوهات لا تغتفر لطابع المدينة ومعمارها، وانعدام أي تناسق معماري أو جمالي بها. جمال وهبي