شرع أمس الإربعاء 23 ماي الجاري عمال المقاولة الموكول لها إعادة إصلاح و صيانة رصيف شارع 10 ماي بوسط مدينة تطوان في إقتلاع الرصيف الذي تم تثبيته بممر الراجلين بذات الشارع ، و ذلك بعد سلسلة التعليقات و الإحتجاجات التي واكبت عملية تثبيت رصيف حجري أقل ما يمكن وصفه بالمهزلة ، على إعتبار ردائته و عدم تناسقه مع الفضاء الذي ثبت فيه ، حيث أن المكان هو فضاء الإنسانتشي الذي يعتبر معلمة عمرانية و تراث عمراني للمدينة ، و لا يعقل أن تشمله إصلاحات لا توازي قيمة الفضاء و عراقته ، و أن المواد المستعملة في ترصيف الممرات رديئة للغاية و ذات منظر مقزز ، قد يخدش سمعة وسط المدينة . وقد جاءت هاته الخطوة لتزكي ما يتم تداوله في المنتديات السياسية بالمدينة على أن والي تطوان و من فرط عدم مغادرته لمكتبه بمقر الولاية ، و نظرا لتفويته للعديد من الصفقات لمقاولات و شركات كانت تشتغل معه و تستفيد من صفقات عندما كان عاملا على عمالة المضيق الفنيدق ، و أصبحت هي صاحبة الإمتياز بالفوز بصفقات التهيئة الحضرية بالمدينة ، لا يمكن إلا أن تعرف المدينة مثل هاته المنزلقات و التشوهات ، لكون المقاولات همها الأساسي هو الربح و لو على حساب سمعة و تراث المدينة ، كما أن الحظوة التي تكتسبها هاته الشركات لدى والى تطوان تجعلها فوق كل مراقبة من طرف باقي المتدخلين في مشروع التهيئة الحضرية بما فيها الجماعة الحضرية لتطوان . فليس وحده شارع 10 ماي ما يعرف هاته التشوهات بل هناك مشروع إصلاح و صيانة شارع محمد داوود ، الذي أصبح عبارة عن مختبر للتجارب الرديئة في مجال ترصيف الشوارع حيث أن ممرات الراجلين بلطت بنوع من الإسفلت لا يراعي جمالية الشارع و لا ينسجم مع المعمار بالشارع ، كما أن عملية التبليط تنم عن ردائة يقل نظيرها في جميع الشوارع بالمدينة، بل أن المدة التي إستغرقها مشروع إصلاح الشارع أزعجت جميع سكان حي السكنى و التعمير ، حيث أن الغبار المتناثر من الشارع أصبح ينذر بخطر على صحة المواطنين و يقلق راحة السكان إذ تجاوزت مدة الإصلاحات 7 أشهر دون أن يتم الإنتهاء من الإصلاح . أما ما يقع داخل أسوار المدينة العتيقة من إتلاف لقنواة مياه السكوندو التاريخية و التي تعتبر إرثا ثقافيا و عمرانيا لمدينة تطوان منذ القرن الخامس عشر الميلادي ، يمكن إعتباره جريمة تقافية ضد المدينة .هذا دون الحديث عن الإرتجالية في تنفيذ مجموعة من المشاريع خصوصا منها تهيئة الحدائق بشوارع المدينة ، التي يتم سقيها بالمياه الصالحة للشرب ، فإذا كان الجميع قد إستحسن التوجه الذي نهجه والي تطوان بخلق حدائق و غرس ممرات الشوارع الإشجار و العشب / غازون / على غرار ما فعله في عمالة المضيق الفنيدق ، فإن العديد من المهتمين بالشأن البيئي يدقون ناقوس الخطر ، في شأن إعتماد سلطات الولاية و الجماعة سقيها بالمياه الصالحة للشرب خصوصا و أن السنة التي نودعها عرفت إختلالات في نسبة التساقطات المطرية ، و أن السنوات القادمة لا قدر الله قد تكون سنوات جفاف ، بالنظر إلى التحولات المناخية التي يشهدها المغرب ، و أن هاته المساحات الخضراء لا يجب أن تهدد المدينة في أمنها المائي . وبالتالي وجب التفكير في سقيها عن طريق تصفية المياه الرمادية أو بالآبار أو عن طريق تصفية المياه العادمة . على غرار باقي المدن المغربية . و أنه إذا ما إستمر في سقي المساحات الخضراء على النحو الذي تسقى به حاليا، فإن المدينة ستعيش لاحقا مشاكل في التزود بالمياه الصالحة للشرب. عن الإتحاد الإشتراكي/ جواد الكلخة