يتميز العرس التطواني بتقاليد عريقة على امتداد مختلف مراحله التي تتمثل في "الملاك"والحنة و"النبيتة" و"الظهور" و"البوجة" و"الصباح.ويبدا الزواج في تطوان بيوم الملاك الذي فيه يتم عقد القران وينشطه جوق نسوي و تلبس فيه العروس التكشيطة المغربية و تقوم المشطة بتزيينها و ياتي العريس و معه اخواته وفي ايديهم ما اتى به العريس لعروسته من ذهب و اثواب... و بعد مدة تقدر بسنة في الاغلب .في يوم الحناء تقوم العروس وهي لابسة قفطان ورداءابيض بنقش الحناء في يدها و رجلها والاقرباء و الاصدقاء مجتمعين معهافي اليوم الذي يلي الحناء وهو النبيتةالذي تقوم فيه العروس بارتداء القفطان و الرداالذي يغطي وجهها بمساعدة المشطا التي تقوم بتزيين العروس ويضع لهااحد كبار العائلة الفل و هو وضع الحناء على اظافرها رفقة جوق نسوي يسمى الحضرة وبعدهاتلبس الشدة او"السبنية د البحر" التي تزين ب"العصابة" و"الموانس" و "الخلايل"اما في يوم الظهور تحضر النساء فقط وينشطه جوق نسوي يطرب أسماع الحاضرين بأغاني تقليدية وعصرية ومعزوفات من الموسيقى الأندلسية.وبعد ذلك تظهر العروس رفقة الميشطةوهي لابسة التكشيطة عادة ما تكون ذهبيةويزين صدرها بالجواهر العديدة المصففة بطريقة بديعة فيما تضع على رأسها "التاج" و"خيط الروح" ويزين شعرها ب"الخلايل" و"الجواهر" و"الشطبات" المرصعة بالأحجار الكريمة و"البيلو" وهو رداء شفاف مطروز بشكل دقيق.و بعد ذلك تلبس العروس لبسة الاميرة او السلطانةو تجلس في العمارية و تقوم النكافات برفعها و الدوران بهااما في البوجة وهو اليوم الأخير أو "ليلة العمر" .وفي تلك الليلة تذهب العروس إلى بيت الزوجية.ويبدأ الحفل في المساء ويستمر الى حدود الصباح بحضور الرجال والنساء من أسرة العروس على نغمات الطرب الأندلسي والشعبي والشرقي , كما تنشط الحفل فرق "الطبالة" و"الغياطة" و"كناوة" و "عيساوة".و ترتدي العروس فيها سبنية البحر و تجلس في البوجة وهو عبارة عن بيت صغير من الخشب و مزين باقمشة نفيسة و الجوهر و الورد وخلال هذا الحفل يرتدي العريس جلبابا أبيض من "السوسدي" أو "البزيوي" و"الفرجية " و قميصا مطرزا ب"الرندة" وفوقه "البدعية" و"الجبادور" و"السروال العربي" المعطرين برائحة "العود " وماء وبعد الاستمتاع بألوان من الطرب الأندلسي والمواويل وأنشودة "الهناء والسرور" المشهورة لدى العائلات التطوانية يتوجه موكب أسرة العريس الى منزل العروس لاصطحابها إلى بيت الزوجية .وفي هذه اللحظة يودع والد العروس ابنته بقراءة آية الكرسي تعبيرا عن خروجها من كنفه ودخولها كنف زوجها, بينما تستعد عائلة العريس لاستقبال العروس وأفراد أسرتها وصديقاتها.وعند مرور الموكب أمام المسجد أو ضريح الحي يقف وتتم قراءة الفاتحة ثم تضرب "البوجة " ضربا خفيفا على باب المسجد وسط زغاريد النساء.وبعد وصول العروس إلى بيت الزوجية تستقبلها أم العريس وتقدم لها التمر والحليب تعبيرا عن ترحيبها وفي صباح اليوم الموالي تتم دعوة الأقارب لتناول وجبة الفطور التي تشتمل على " الحريرة " و "المسمنة" والشاي والقهوة والحلويات على نغمات مجموعة "الطبالة" و"الغياطة" و"كناوة" . نجيب البقالي