تدهشني تلك الأصوات التي تعالت في الآونة الأخيرة , منادية باستقلال السليبتين مدينتي سبتة و مليلية , كأنهما سلبتا بالأمس القريب . حقيقة حاول المغاربة استردادهما مرارا لكن بات الفشل حليفهم تكرارا و أبرز تلك المحاولات كانت على يد السلطان مولاي إسماعيل حيث حاصر الإسبان بمدينة سبتة 34 سنة كاملة دون جدوى كما حوصرت مليلية على يد محمد بن عبد الله عامين دونما نتيجة . و تاريخ احتلال مليلية على يد الاسبان كان بعد سقوط إمارة غرناطة سنة 1497 تلبية لدعوة الفاتيكان للسيطرة على الساحل المتوسطي المغربي حيث قامت البرتغال باحتلال سبتة سنة 1415 و انتزعها منهم الإسبان سنة 1640 في ذاك الوقت كان الساحل الاطلنطي المغربي تحت السيطرة البرتغالية . ربما ينسى البعض أن المغرب حين انضم للأمم المتحدة لم يسجل تحفظه على وجود اراضي محتلة داخل جغرافيته و يجب تحريرها في الوقت الذي سجلت فيه اسبانيا تحفظها على الإحتلال البريطاني لجبل طارق الذي لا تزال هذه الاخيرة تشمله بحكمها مغاربة ..و نفتخر أننا .. محتلون منذ عصور الظلام .. ... عنترياتنا .. خيل و سيف ...و سهام ... ترسمها لنا أساطير .. من وحي الأوهام لنا تاريخ .. أعزنا فيه السلف .. بين الأقوام و لنا حاضر .. نسينا فيه صحوتنا و أطلنا السبات كأهل الكهف النيام كيف أنبت الأحرار .. و العرض ينادي .. .. هل من فارس مقدام ..؟ كيف تشرق الأنوار .. و شمسنا .. يغطيها سواد الغمام كيف نقول نحن .. مغاربة من بني الكرام ... و بعضنا يئن .. وطأة الذل .. من بني اللئام نوال السعدي