كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنه استمع للتسجيل الصوتي، الذي يظهر لحظة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني أكتوبر الماضي. وشدد “أوغلو” على أن بلاده “لا تصدق” أن المتهمين بقتل خاشقجي ارتكبوا جريمتهم من تلقاء أنفسهم، مضيفاً: “نحن متأكدون من ذلك. ما كانوا ليتجرأوا على فعل هذا الأمر، وبالطبع أنا لا أتحدث دون دليل”. وقال “أوغلو” في تصريحات لصحيفة “زود دويتشي تسايتونج” الألمانية: “أجهزة الاستخبارات لا تكشف عن مصادرها إلا أنني استمعت للتسجيل حيث تم قتله خلال سبع دقائق”. وأكد “أوغلو” على أن الجريمة ارتكبت عمدا، موضحا ان فريق الاغتيال قرر قتل “خاشقجي” بعد فشله في إقناعه بالعودة معهم للسعودية. وأشار إلى أنه سمع في التسجيل الصوتي كيف يعطي رئيس الطب الشرعي صلاح الطبيقي التعليمات، وكان يستمع للموسيقى أثناء تقطيع الجثة. وأضاف أوغلو، أن الطبيقي على ما يبدو كان مستمتعا أثناء قيامه بذلك، “هو يحب التقطيع. هذا مقرف ومروع”. وفي رده على تساؤل حول سبب اختيار الفريق السعودي قتل خاشقجي في تركيا، قال “إنهم كانوا يعتقدون بأن لا أحد يستطيع أن يفعل معهم شيء، بدعوى أن القنصلية السعودية التي ذهب إليها خاشقجي للحصول على وثيقة تعد أرض سعودية”. وقال وزير الخارجية التركي، إن العديد من الأسئلة بحاجة إلى إجابة، من هو المتعاون المحلي؟. ولفت إلى أن السلطات السعودية، أرادت إرسال صور تقريبية للمتعاون المحلي، متسائلا: “لماذا صور وهم يعرفون أسمائهم؟”. وأضاف أن الإدعاء العام السعودي يطلب منا المعلومات، إلا أنهم في الوقت ذاته لايعطونا المعلومات. وحول إمكانية عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على هامش اجتماعات قمة العشرين في الأرجنتين، أوضح أوغلو، أن الرئيس التركي يجري تقييما حول ذلك، وأن “ابن سلمان في اتصال هاتفي سابق معه، طلب ذلك، ولم يعطه أردوغان إجابة وقتها”. وتابع: “لا يوجد مانع من عقد لقاء بين أردوغان وابن سلمان”. وفي تقييمه لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، قال تشاووش أوغلو، ” لا أعرف لماذا تحدث ترامب بهذه الطريقة، ولا أعلم ما إذا كان لدى الأمريكيين أدلة أخرى”. وأشار وزير الخارجية التركي، إلى أن العديد من الأطراف الدولية حمّلت ولي العهد السعودي مسؤولية جريمة قتل خاشقجي. وأكدت النيابة العامة التركية، الإثنين، أنّ الاتصال الذي تم رصده بين أحد المشتبه بهم في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومواطن سعودي يمتلك فيلا بولاية يالوا تمحور حول التخلص من جثة المغدور. جاء ذلك في بيان للنيابة التركية حول توسيع عملية التحقيق لتشمل البحث في فيلتين بولاية يالوا، شمال غربي تركيا، الإثنين. وأوضح البيان أنّ شخص يدعى “منصور عثمان أبو حسين” تواصل مع صاحب الفيلا المدعو محمد أحمد الفوزان، في 1 أكتوبر الماضي، أي قبل يوم من مقتل خاشقجي. ولفت البيان إلى أن الاتصال بين الجانبين تمحور حول “التخلص أو إخفاء” جثة خاشقجي بعد تقطيعها. وفي وقت سابق الإثنين، اكتشف المحققون الأتراك وجود اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم ال 15 الذي قدموا للقنصيلة يوم مقتل خاشقجي، وصاحب فيلا بولاية يالوا. وبعد استصدار التصاريح الرسمية من قبل القضاء التركي، أشرف النائب العام المسؤول عن التحقيق برفقة طاقم من وحدة مكافحة الإرهاب، بتفتيش فيلا المواطن السعودي وفيلا أخرى بجانبها. وثمة ادعاءات تفيد بمغادرة المواطن السعودي تركيا بعد الاتصال الذي أجراه مع المشتبه بهم، وما زال متواريا عن الأنظار حتى اليوم. وسبق أن فتشت الشرطة التركية القنصلية السعودية ومنزل القنصل العام في إطار تحقيق بشأن مقتل خاشقجي داخل قنصلية بلده في إسطنبول.