في عرض شاعري ساحر، سافرت المغنية الإيرانية سبيديه ريسادات، أمس ، بجمهور منصة شالة، إلى عمق التراث الموسيقي الفارسي، الضاربة جذوره في أعماق التاريخ . خلال هذا الحفل الباهر الذي أقيم في إطار الدورة ال17 لمهرجان موازين إيقاعات العالم (من 22 إلى 30 يونيو)، عزفت سبيديه رفقة عازف كمان وعازف" الستار" (آلة موسيقية وترية فارسية تنتمي لعائة العود)، أغاني خالدة من الريبرتوار الإيراني، حيث قدمت الفرقة أغاني كلاسيكية من سنوات الخمسينات، التي تعد سنوات "الزمن الذهبي" للأغنية الفارسية، أيقظت شيئا من النوستالجيا والحنين لزمن الفن الجميل. كما قدمت المجموعة، أغاني أكثر عصرية ، حل فيها الطبل مكان القيثارة، ما خلق جوا حماسيا تفاعل معه الجمهور بالتصفيق تارة والتمايل على الأنغام العذبة تارة أخرى. واستطاعت المغنية الإيرانية أن تحرك مشاعر الجمهور مع كل" آه" تطلقها ومع كل نوتة تلعبها، فلا لحن يعلو على لحن ل عب على أوتار القلوب، فتقاسمت المغنية الإيرانية، مع الجمهور الحاضر لحظات أنس وطرب، بصوت ينبع من القلب ويصل إلى القلب، بدون مغالاة ولا تكلف. وفي ختام الحفل، أبت الفرقة الموسيقية الإيرانية، إلا أن تودع الجمهور الحاضر بعرض مميزوفريد، فأحبه هذا الجمهور المميز إذ اختارت تأدية أغنية "بنت الشلبية" للأسطورة العربية السيدة فيروز، حيث مزجت المغنية بين الكلمات العربية والإيرانية، في مزج فريد رقص على إيقاعه الجمهور الحاضر. ويذكر أن، سبيديه ريسادات تعد واحدة من ألمع المطربين الكلاسيكيين الفارسيين من الجيل الجديد، سجلت أولى أغانيها وهي بسن التاسعة عشر. سبق لها أن أحيت سهرات في العديد من الدول بأوروبا وأمريكا الشمالية، كما أحيت حفلات بأعرق المؤسسات الدولية على غرار اليونيسكو، والفاتيكان. وهكذا، تكون شالة هذا الفضاء التراثي التاريخي منصة يقوم فيها الفنانون برحلات فنية عبر تاريخ بلدانهم لفائدة الجمهور، لتكون شالة وفية لروحها باستضافة عروض باهرة جاءت من الهند واسبانيا وباكستان،ثم إيران وبعدها سيأتي عرض اليونان ثم تونس . إذن، هي أجواء شالة الشامخة، التي تأبى إلا أن تكون منصة عالمية، تنسجم روحها مع روح مهرجان موازين - إيقاعات العالم، الذي اختار ان يكون فضاء للتعايش والتسامح وفرصة لالتقاء مختلف الثقافات.