ألهب الفنان البريطاني جاميروكواي حماس جمهور منصة السويسي، أول أمس الأحد في أول ظهور له في مهرجان موازين، وأدى مجموعة من أغانيه القديمة والجديدة على إيقاعات الفانك والبوب والجاز، وذلك في إطار الدورة 17 من مهرجان موازين إيقاعات العالم. اعتلى الفنان البريطاني جاميروكواي منصة الحفل مرددا «سلام موروكو، هيلو بيبول» وسط هتافات جمهور غفير كله حماس حضر بالآلاف لمشاهدته من عدد من المدن المغربية، التي تأثر شبابها بلونه الموسيقي الأكثر شيوعا في العالم. ورافقت الفنان البريطاني جاميروكواي خلال هذا الحفل الصاخب، الذي تواصل لما يقارب الساعتين، مجموعته المكونة من خمسة عازفين وكورال نسائي يتمتع بحرفية فنية عالية، يقومون بدور السند في تألقه الفني. وأدى جاميروكواي جملة من أشهر أغانيه بدءا ب»كوسميك غيرل» الأكثر طلبا من قبل الجمهور، «ناو وي آر ألون»، و»يو غيف مي سامثيتغ»، و»وين يو غانا لورن» وغيرها من إبداعاته الموسيقية. وبمنصة أبي رقراق الإفريقية وقعت مجموعة «لاس مارافياس ديل مالي»، برئاسة العضو التاريخي والكاريزماتي بونكانا مايغا، مرفوقا بأوركسترا متعددة الجنسيات، على عرض أفرو كوبي صاخب ومتميز رقصال جمهور على إيقاعاته. وأدت مجموعة «لاس مارافياس ديل مالي»، باقة من أغانيها الجديدة التي تمزج بين اللغتين الإسبانية والفرنسية، من قبيل «أفريكا لو موند أتون تا فوا'' (إفريقيا، العالم ينتظر أن يسمع صوتك) و»ماموسا» (الجدة بلغة البامبارا) و»لا شونسون دو دجينبا» (أغنية دجينبا). وختمت مجموعة «لاس مارافياس ديل مالي» الأسطورية، الحفل بمقاطع من ريبرتوارها الأصلي، مثل «راديو مالي» (إذاعة مالي) و» رونديفو سو سوار شي فاطيماتا» (لدينا موعد هذه الليلة عند فاطمة)، أعادت الحاضرين إلى سنوات الستينات من القرن الماضي. وتواصل السمر المغربي على منصة سلا مع سهرة جمعت كلا من طارق فريح والمعلم الكناوي حسن بوسو، إضافة إلى مجموعة ناس الغيوان، حيث حظي جمهور التأم للاحتفال بأفضل الأسماء الفنية الوطنية بعرض فني غني وممتع . واستمتع جمهور الموقع التاريخي لشالة ألحانا فذة ممزوجة بإيقاعات قيثارة «فلامنكا» التي أدتها باقتدار المغنية الإيطالية باتريسيا لاكيدارا و والأداء المذهل للعازفين المتمرسين «دانييل سانتيمون» و»إنريكو تيرانيولي». وكان الحفل في مستوى انتظارات الجمهور إذ نقله الصوت الذهبي للديفا الإيطالية في سفر سحري لاكتشاف أسلوب متفرد وأصيل للمجموعة الإيطالية التي وأتحفت رواد المهرجان، بمقطوعات احتفالية وجذابة أكدت تجذر المغنية الإيطالية باتريسيا لاكيدارا في التاريخ المشترك في البحر الأبيض المتوسط. وحولت كل من الفنانة السورية، رويدا عطية، والفنان اللبناني، ملحم زين، المنصة الشرقية النهضة لمهرجان موازين -إيقاعات العالم، فضاء يصدح بمقامات اللون الجبلي اللبناني وإيقاعات الدبكة في حفل استثنائي، حملت الحضور في سفر بين ثنايا عبق الشام وأريج جبل لبنان. وتقاسم الفنانان الكبيران مسرح فضاء النهضة، وتقاسما معه حماس وتفاعل الجمهور الذي ردد بحماس أغانيهما التي توزعت بين الأغنية الكلاسيكية والأغنية الجبلية، التي برعا في أدائها وميزتهما عن باقي مطربي جيلهما من الشباب. وأحيت الفرقة الجزائرية بابيلون حفلا على منصة المسرح الوطني محمد الخامس، أمتعت خلاله الجمهور وحملته إلى عالمها الخاص مؤدية أغنيتها الأكثر انتشارا ونجاحا «زينة». وتوالت مختارات القطع الغنائية الناجحة للفرقة الجزائرية بابيلون، التي تضم بالإضافة إلى المغني وكاتب الكلمات أمين محمد جمال، كلا من عازفي القيثارة رحيم الهادي، و رمزي عيادي ورفيق الشامي، وقارع الطبول فؤاد توركي وعازف آلة الباص رضوان نيهار. وعاشت الشوارع الرئيسية بالعاصمة الرباط، أول أمس الأحد، على إيقاع عروض فنية فريدة ومفعمة بالحيوية استمتعت بها ساكنة المدينة وزوارها قدمتها المجموعة السلاوية (برادرز آرت). وعلى الإيقاعات الساحرة للطبول، حول فنانو مجموعة «برادرز آرت»محج الرياض إلى فضاء للبهجة والسرور، من خلال عرض باهر جمع بين الحركات البهلوانية والرقصات والعزف على الطبول، أدته هذه المجموعة في تناسق تام لاقى إعجاب الجمهور. جدير بالإشارة إلى أن مهرجان ‘'موازين – إيقاعات العالم'' الذي أحدث سنة 2001، وظل وفيا لقيمه المتمثلة في التسامح والتقاسم والتنوع والانفتاح ، يقدم برمجة غنية وتشكيلة من كبار نجوم الأغنية المغربية والأفريقية والشرقية والغربية. ويقدم مهرجان موازين على مدى تسعة أيام، فقرات ذات جودة عالية ، تجمع بين كبار الأسماء في عالم الأغنية الدولية والعربية، ستجعل من مدينتي الرباطوسلا منصة مميزة للقاءات بين الجمهور وكبار الفنانين. ومع توالي السنين، أصبح هذا المهرجان موعدا لا غنى عنه لدى المحبين والشغوفين بالموسيقى في المغرب. إذ أصبح موازين، بتسجيله لأكثر من مليوني زائر في دوراته الأخيرة، ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.