على مدى ساعة ونصف من الزمن، كان جمهور منصة شالة على موعد مع "حصة من الموسيقى الروحية"، أداها الفنان الإيراني الشهير علي رضا غرباني، في أولى مواعيد المنصة ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشر من مهرجان موازين الذي يمتد إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري. غرباني الذي يحل بالمغرب للمرة الثالثة، أمتع جمهوره الذي غصّت به منصة شالة باختياره أداء مزيج من أغانيه الحديثة والقديمة، وكان مرفوقا بعازفين ثلاثة أبدعوا وأمتعوا. وفيما أبدى غرباني سعادته بتواجده في المغرب، كشف أن له ذكريات جميلة في المملكة، مضيفا أن "موازين" مهرجان يتميز بتعدد الموسيقى والفنانين الذين يتوافدون عليه، وعبّر عن إعجابه بتفاعل الجمهور المغربي خلال مختلف المواعيد التي أحياها بالمملكة. الصوت الشجي للمغني الإيراني أذهل الجمهور الحاضر، فمع نهاية كل قطعة غنائية يصفق "بكل كرم"، إعجابا بما قدمه غرباني لمدة تسعين دقيقة، تم تتويجه بإهداء باقات من الورود للعازفين. وبرز تعدد جنسيات الجمهور الحاضر بين أوروبية وإفريقية وحتى آسيوية، فيما قابل فريق العازفين، المكون من سامان سمالي وميلاد محمدي والحسين الزهاوي، الجمهور بإتقان العزف على آلة الرباب والدف والإيقاع، وأيضا آلة "الطار"، ذات التاريخ التليد في الموسيقى الإيرانية وفي عدد من الدول المشرقية، خاصة وأنها ارتبطت بالغناء الصوفي والأمداح النبوية. في مقابل ذلك، مزج غرباني بين ألحان عصرية وكلاسيكية إيرانية، كما عمل على تنويعها وتطويعها بمواويل لاقت تفاعل الجمهور، كما ارتكزت تيمات الأغاني التي أداها على الحب والعشق والسلام. غرباني الذي ولد سنة 1972 في العاصمة الإيرانيةطهران، يعتبر من بين أبرز فناني الجيل الثاني في الساحة الغنائية الفارسية؛ إذ لم يكن نهله من أسطورة الغناء محمد شجريان وكذا محمد رضا لطفي كافيا بالنسبة إليه، بل قام برسم مسار لامع له، جعله مغني الطبقة الأولى في إيران، وذا شهرة عالمية جعلت محبي الموسيقى من مختلف الدول يعشقون الفن الإيراني.