إصرار جماهيري على اكتساح كل الفضاءات عروض موسيقية في غاية الوعة والبهاء تتواصل فعاليات الدورة ال 12 لمهرجان "موازين" بالعاصمة الرباط، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي بحفل أسطوري أحيته الفنانة الباربادوسية ريهانا، وشهد تقاطرا للجمهور قل نظيره كرد على كل المعادين والرافضين لهذا المهرجان الكبير الذي يشرف المغرب، إن على مستوى التنظيم الذي تميز بحرفية عالية أو على مستوى الأسماء العالمية الكبيرة التي يستقطبها إليه دورة بعد أخرى، وكذا على مستوى الدلالات الثقافية والحضارية التي يحملها المهرجان منذ تأسيسه والتي تختزل في خطاب المحبة والأخوة الإنسانية التي صارت هوية هذه التظاهرة الفنية والثقافية الكبرى، التي تحتفي بالتنوع والتعدد. هذه الدورة التي تستمر على مدار تسعة أيام، شهدت بدورها حضور عدد من النجوم العالميين أمثال جورج بنسون من الولاياتالمتحدة، الذي ألهب خشبة المسرح الوطني محمد الخامس رفقة الجوق الملكي السمفوني يومي الجمعة والسبت الماضيين، وجيسي دجي، وديب بوربول من بريطانيا، وسيكسون داسو، وديفيد جيتا من فرنسا، وميكا وهو من أصل لبناني ومقيم بالمملكة المتحدة، وإنريكي إيجلاسياس من إسبانيا، وسي لو كرين من الولاياتالمتحدة. وفي الموسيقى الشرقية يشارك من مصر محمد منير، وشيرين، وتامر حسني، ومن لبنان نجوى كرم، وعاصي الحلاني، ومن الجزائر الشاب مامي، ومن المغرب فنان الأجيال الأستاذ عبد الوهاب الدكالي، وبشرى خالد، وهدى سعد، ومن الإمارات أحلام، ومن تونس زياد غرسة. ولطفي بوشناق، وآخرين من مختلف بقاع العالم ومن مختلف المشارب الموسيقية.. وحسب بعض المصادر فإن الحفل الذي أحيته نجمة البوب العالمية ريهانا قد حطم رقما قياسيا جديدا في تاريخ مهرجان موازين باستقطابه لأزيد من 150 ألف شخص. يذكر أن هذه الفتاة السمراء صاحبة الصوت الجميل والحركات الرشيقة المتناسقة (ريهانا)، قد حلت في المرتبة 20 ضمن قائمة مجلة تايم الأمريكية لأكثر الشخصيات تأثيراً في العالم لسنة 2012. كما صنفتها مجلة فوربس الشهيرة في المركز الرابع في لائحة أغنى مشاهير العالم في عام 2012 بأرباح بلغت 53 مليون دولار. وحسب المنظمين فإن الدورة 12 ل "موازين"٬ التي تتواصل فعالياتها إلى غاية فاتح يونيو المقبل٬ قد استقطبت 1500 فنانا من جميع بقاع العالم٬ كما تعرف تنظيم أكثر من 125 عرضا موسيقيا موزعا على مختلف المواقع٬ ومستهدفا مختلف الأذواق الفنية. وكما كان متوقعا أحيى الفنان البريطاني "ميكا" عرضا مفعما بالأحاسيس، عرضا احتفاليا على منصة السويسي أمام 120 ألف متفرجا، تضمن كل أغانيه المشهورة ك relax و take it easy و celebrate من خلال إيقاعه الرنان حيث برهن الفنان ميكا أمام جمهور عريض على علو كعبه في الموسيقى الحديثة. وفي نفس الوقت، أطربت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب جمهور فضاء النهضة الذي قدر بحوالي 80 ألف متفرجا، وارتدت العلم المغربي، بعدما التحق بها الشابان اللذان تألقا في برنامج "the voice" فريد غنام ومحمد العدلي. وقبل ذلك، كان الجمهور على موعد في مسرح محمد الخامس مع المجموعة النسائية "بوند كورلز" التي تشارك في موازين لأول مرة، حيث قامت الموسيقيات ذات الأصول البريطانية والأسترالية بتقديم موسيقى كلاسيكية ممزوجة بين النغم التقليدي وموسيقى البوب، وجدير بالذكر أن هذه الفرقة قد باعت أزيد من 4 ملايين قرصا لحد الآن. كما عاش الجمهور على الإيقاعات الإفريقية في منصة أبي رقراق مع الفنان سين كوتي الذي أمتع الجمهور بصوته الفريد وبرفقة الأوركسترا "ايجيبت 80"، وكما جرت به العادة، احتفلت مدينة الرباط مع مجموعات الفانفار من جميع أنحاء العالم حيث قدمت مجموعة "أوفر بويز" التي تضم شبابا مفعمين بالطاقة عرضا شبابيا للجمهور الحاضر، هذه المجموعة ذات الأسلوب الشبابي سبق أن بلغت مرحلة نصف النهاية في مسابقة "جيل موازين" وكذا نهاية برنامج المواهب "أرابز غوت تالنت"، هذا وأدت مجموعة "الحالة كينغ زوو" رقصات مذهلة للجمهور، هذه المجموعة المكونة من سبعة أعضاء سبق لها الفوز ببطولة المغرب خمس مرات وبطولة إفريقيا مرتين في البريكدانس، حيث قدم هؤلاء الشبان أسلوبا رائعا مستمدا من ثقافة الهيب هوب . كما لمعت مجموعة دودو توشي وبرازيل باور درامز التي مزجت الموسيقى الأصيلة المغاربية مع تأثيرات ثقافية للموسيقى الإفريقية - الكوبية كل هذا في إطار التقليد الإفريقي-البرازيلي ل"باهيا". جمهور الطرب المغاربي كان أيضا على موعد مع ما يعشقه من أغاني إيقاعات مغربية مع الفنانة بشرى خالد بصوتها الجميل، حيث أدت المغنية أداء رائعا انبهر له الجمهور، وفي نفس الوقت لمعت الأسماء الكبرى للأغنية المغربية على منصة سلا حيث برهنت المغنية المغربية عواطف للجمهور أن الإعاقة بحد ذاتها قوة. ودائما مع الأغنية المغربية، أدى الفنان ومؤلف الأغاني الفاسي محمد عنباري أغاني ذات رونق خاص، كما تفاعل الجمهور مع أداء المغنية والممثلة ونجمة الإشهارات فاطمة الزهراء العروسي، وفي الأخير استمع الجمهور لأغاني ذات أسلوب مغربي حر كان من تأدية الفنانة المراكشية عتيقة عمار. كما استمتع جمهور موازين بالفنان جبارة والفنان مجيد بقاس، والمجموعة الأمازيغية الشهيرة إزنزارن، والمجموعة الريفية المتميزة نوميديا.. بعد دور الجزائر أول أمس جاء دور تونس الممثلة بالفنان زياد غرسة ذي الصوت الرهيب فهو يعزف على آلة الكمان والبيانو والعود بحيث استمتع الجمهور بالموسيقى الكلاسيكية للثرات التونسي. وكما هو مسطر ضمن أهداف مهرجان موازين المتمثلة في الانفتاح على كل الثقافات استطاع الجمهور المغربي اكتشاف الشعر الإيراني من خلال الفنان هومايون شاجاريان وفرقته المكونة من عازفين على الطنبور والدف والسنتور الذين سافروا بالجمهور في رحلة موسيقية فارسية صوفية بفضاء شالة البديع.