تعود مسالة تدمير المآثر التاريخية إلى الواجهة بعد الاستهداف الذي طال نقوشا صخرية بمنطقة "ياكور" قرب قمة جبل توبقال بالأطلس الكبير، وذلك حسب ما اوردته العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، في رسالتها الموجهة إلى وزارة الثقافة لحثها على التدخل من أجل حماية النقوش الصخرية الأمازيغية بالمنطقة. تدمير النقش الصخري الأمازيغي التاريخي المسمى "لوحة الشمس" بهضبة "ياكور" يذكرنا بما اقدمت عليه حركة طالبان، قبل 11 عاما، حين فجرت تمثالين عملاقين لبوذا في مقاطعة باميان بوسط افغانستان.
نفس العملية قامت بها حركة انصار الشريعة التي تسيطر على مناطق شاسعة شمال مالي وذلك بقيامها بتدمير اضرحة الاولياء بتومبوكتو..وكاد الامر يتكرر عندما اقتحم سلفيون إحدى الكنائس التاريخية وهددوا بتفجيرها، كما قام متشددون بغطاء صلبان الكنيسة بأكياس قمامة وأبلغوا القائمين عليها بأنهم "لا يريدون رؤية الصليب في تونس الدولة الإسلامية". ..
هذه الاحداث وغيرها كثير تجعلنا في المغرب نتحسس جنباتنا عند سماع أخبار شبيهة وسيناريوهات مماثلة لتلك التي تقع في بلدان تسيطر عليها التيارات المتشددة والتي تذهب في غلوها الديني حدّ تدمير ما بنته البشرية لسنين طويلة..
منسق العصبة الامازيغية لحقوق الانسان بوبكر أنغير، ذهب في نفس الاتجاه حيث ذكر في تصريح لإحدى اليوميات "أن سلفيين دمروا مآثر تاريخية في إحدى مناطق الأطلس الكبير بوصفها وثنية يجب التخلص منها".
وحث منسق العصبة الامازيغية لحقوق الانسان، في ذات التصريح، المسؤولين على التدخل لحماية ما تبقى من المآثر التاريخية التي تعرضت إلى التدمير من طرف تيارات دينية، مشيرا، في نفس الوقت، إلى أن الأمر خطير جدا، وينبئ بتطورات، في حالة عدم توقف استهداف المآثر التاريخية.
يذكر أن العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، وعلى إثر توصلها بمعلومات تفيد تعرض النقش الصخري الأمازيغي التاريخي المسمى "لوحة الشمس"، بهضبة "ياكور"، إلى محاولة تخريب من طرف بعض السلفيين، راسلت وزارة الثقافة لحثها على التدخل من أجل حماية النقوش الصخرية الأمازيغية بالمنطقة، "إلا أنها لم تتلق أي رد إلى حد الآن" يقول أنغير.
وأوضح أنغير في اتصاله بجريدة الصباح، التي اوردت الخبر في عددها اليوم، أن المكتب التنفيذي للعصبة يتوفر على معلومات حول تخريب هذه المآثر التي يعود تاريخها إلى حوالى 8 آلاف سنة، مذكرا بأهمية حمايتها من أيدي العابثين" نظرا للقيمة التاريخية للنقوش الأمازيغية الصخرية وأهميتها، باعتبارها إرثا حضاريا للمغاربة، تعكس عمق تاريخ وثقافة المغرب". وتحدث أنغير عن أن الأمر لا يقتصر على السلفيين، بل تعرضت مآثر أخرى للتدمير من طرف بعض مقاولي البناء، دون أن تتدخل أي جهة لوضع حد للكارثة، حاثا وزارة الثقافة على التدخل العاجل والفوري من أجل فتح تحقيق. وتوفير الصيانة والحماية للنقوش الصخرية بجميع مناطق المغرب".
ورجح أنغير، في ذات التصريح، أن يكون العمل التخريبي فرديا من بعض السلفيين، إلا أنه شدد على خطورته، سيما أن تيارات دينية تعتبر المآثر التاريخية وثنية يجب تدميرها، تماما كما حدث في بعض الدول مثل ليبيا وأفغانستان..