استحواذ الشرطة السياسية الجزائرية على بوليزاريو في الوقت الذي يظهر أن المشكل الاستعماري المتعلق بقضية الصحراء الخاضعة للسيطرة الاستعمارية، دخل طوراً حاسما، وفى الوقت الذي تتركز جميع الأنظار على مستقبل هذه المنطقة، التي تظهر وضعيتها السياسية والقانونية، أكثر تعقيدا يوما بعد يوم، في هذا الوقت بالذات، نرى من واجبنا، إشعار الرأي العام الدولي، مع وضعكم أمام المسؤوليات التاريخية المنوطة بكم، وذلك بوصفكم الكاتب العام لأعلى هيئة دولية . وبعد هذا، نؤكد بأن قوتنا الثورية والمناضلة الصحراوية التي تشكلت حول مجموعة ( الكويرة ) ترى نفسها ملغمة أكثر فأكثر لتصبح في النهاية مطوقة ومعوقة من طرف أشخاص يزعم أنهم من أصل صحراوي يؤتى بسيل منهم من داخل الجزائر . وهذه العملية تتم في الوقت الذي تتعدد فيه الارتباطات المشبوهة على مستوى دبلوماسيات مدريدوالجزائر العاصمة . إن هذه العناصر المستقطبة تنقل إلى معسكراتنا من طرف السلطات الجزائرية. والغريب أنها تصل مسلحة ومجهزة ومتوفرة على تدريب متقدم في الميدان العسكري، إن معسكراتنا التي كانت توجد بتندوف في التراب الجزائري إلى غاية بضعة أشهر قبل الإعلان عن وصول لجنة الأممالمتحدة، إن هذه المعسكرات وحدها سجلت أزيد من ألفي رجل ( 2000) يزعمون أنهم صحراويون. إن الذي أثار شكوكنا بالنسبة إليهم منذ البداية هو أنهم كانوا يصلون على متن شاحنات تابعة لوزارة ( الري) الجزائرية، هذه الوزارة التي تلقى المسؤولون عنها أوامر بتغطية التنقلات العسكرية تحت ستار مصالح الري. إن مجموع المناورات تم حسب المخططات الجزائرية إلى اليوم الذي وقعت فيه حادثة مكنتنا من اكتشاف مغزى وأهداف ( السيناريو) الذي حبكته الجزائر . إن هذا الحدث وقع بالضبط أسبوعا تقريبا قبل وصول لجنة الأممالمتحدة إلى ( تندوف ). وفى ذلك اليوم تبين لأحد قادة الخلية المسماة ( العرب ) أن من بين الصحراويين المزعومين الواردين من الجزائر هناك شخص كان يعرف من قبل، وهو رئيس إحدى مصالح الشرطة السياسية الجزائرية بتندوف، وذلك الشخص الذي أصبح اليوم صحراويا كان قبل أربع سنوات مكلفا بمهمة ضابط الشرطة السياسية المخصصة في قضايا قبائل التواركة حيث كان معروفا بلقب (داود) . إن هذه الحادثة كانت أحد العناصر التي أكدت لنا في ما بعد بأن جميع اللاجئين المزعومين الذين تقدمهم الجزائر ما هم إلا عسكريين جزائريين استقطب الجزء الأكبر منهم من وحدات الكومندو المرابطة بمدينة سكيكدة. وتم هذا الاستقطاب من أجل وصول لجنة الأممالمتحدة المذكورة أعلاه. وكان علينا أن نشكل لجنة استقبال ولجنة سياسية مهمتهما الدفاع عن موقفنا، وكذلك عن مطامحنا أمام اللجنة الأممية. واختار الجزائريون هذه الخطة بالضبط ليتدخلوا من أجل الاستحواذ على جميع اللجان التي أرادوا تكوينها من (لاجئيهم)، واستعملوا في ذلك ذريعة أساسها أن هؤلاء اللاجئين المزعومين أكثر ثقافة وذكاء، الشيء الذي يجعلهم مؤهلين أكثر للقيام بتلك المهمة ذات الأبعاد الحيوية بالنسبة لمجموع أهالينا. إن أغلبية إخواننا الصحراويين الحقيقيين لم يقبلوا هذا التدخل، الشيء الذي ترتب عنه اضطرابات. ومن أجل إخماد الفضيحة اعتقلت السلطات الجزائرية بصفة تعسفية 37 من رفاقنا الذين اعتبرتهم خطرا على نجاح عمليتها . وهؤلاء الرفاق 37 نقلوا في نفس اليوم نحو اتجاه مجهول، ولم يسمع عنهم شيء بعد ذلك إلى اليوم الذي كانت عناصر من فرقة (النجمة)، التابعة لنا، راجعة من مدينة اسمارة، واكتشفت جثث الرفاق مفترسة من طرف الذئاب في منطقة الفرسيس . إن هذه الجريمة الشنعاء ما هي إلا مثل وبداية لسلسلة مماثلة تنتظر السكان الصحراويين في المستقبل القريب، ذلك أن المناورة السياسية الجزائرية الإسبانية تستمد قوتها من كون هذين البلدين تمكنا معا من إحداث خلط تام وفي نفس الوقت من تشويه المطامح الحقيقية للقوات الحية من هؤلاء الأهالي المغتربين. ومن أجل تلافي إبادتنا الكلية نسمح لأنفسنا بمطالبة السيد الأمين العام للأمم المتحدة أن يرفع إلى علم جميع أعضاء هذه المنظمة الدولية النقط التالية: 1- نطالب منظمة الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، بتشكيل لجنة للتحكيم والمراقبة من بين أقطار المنطقة، وخاصة السنغال وتونس وليبيا بالإضافة إلى الأطراف المعروفة، أن هذه الأقطار بعد اجتماعها في لجنة الأطراف المعروفة سوف ترافق جميع المنظمات الصحراوية قصد القيام بدور الوسيط في الاتصالات التي قد تأمل هذه المنظمات القيام بها لدى السكان الصحراويين اللاجئين في تراب الأقطار المتاخمة للمنطقة المحتلة. وهذه الاتصالات سوف يكون موضوعها حملة تفسيرية وحوارا في جو ديمقراطي بعيد عن كل استحواذ وفي حماية من كل ضغط . 2- إن واجب كل صحراوي شاعر بمسؤولياته هو النضال كي لا تباع الصحراء "كثمن مفتاح" من طرف إسبانية الفاشية، إلى الثوريين الجزائريين المزيفين، وهذا النضال يهدف كذلك إلى أن يتمكن الأهالي بعد توحيدهم من أن يقرروا مصيرهم وحدهم. إن واجب الهيئات الدولية الإفريقية، هو مساعدتنا على الإنماء والتوحيد في تراب مسقط رأسنا. -3 نطلب من الأممالمتحدة أو إحدى لجانها أن تقبل الاستماع لشهادة موظفين سامين جزائريين مستعدين لأن يتقدموا إليها وأن يدلوا بما ينير الرأي العام الدولي حول المساومات الجزائرية الإسبانية، ونطالب في نفس الوقت من إحدى لجان الأممالمتحدة أن تنتقل إلى السنغال من أجل الالتقاء بأفراد جبهتها. المعاهدة العسكرية الجزائرية- الإسبانية: بمجرد الإعلان عن الاستقلال الذاتي للصحراء الخاضعة للسيطرة الإسبانية، وبعد جلاء القوات الإسبانية، تلتزم مدريد بأن تسلم للجزائر مجموع التجهيز العسكري العصري المستخدم حاليا في الثكنات الإسبانية الموجودة في مجموع تراب الصحراء، وسوف تكون مدريد صاحبة المبادرة في وضع معاهدة دفاع تصادق عليها وتوقعها السلطات السياسية التي تتم إقامتها بعد الإعلان عن الاستقلال الذاتي. وهذه المعاهدة تسمح للجزائر بمنح حمايتها العسكرية وفي نفس الوقت بالتدخل العسكري في المنطقة إذا اعتبرت ذلك مفيدا ولازما، وبعبارة أخرى سوف تكون للجزائر مهمة حماية الجهاز الذي يحل محل الاستعمار الإسباني. المقابل الجزائري التزام بوتفليقة باسم حكومته بخلق كل العمليات الإلهائية العسكرية والسياسية في المنطقة الشمالية والبحر الأبيض المتوسط، إذا وجدت المواقع العسكرية الإسبانية نفسها في موقف مضطرب. الاتفاق والتنازلات الاقتصادية منطقة الصحراء : استغلال المعادن الموجودة بالصحراء : (1) سوف تقدم كل من الجزائرومدريد جزءا متساويا من اليد العاملة الضرورية لهذا الاستغلال ( من تقنيين وغيرهم ) (2) وبمجرد الإعلان عن الاستقلال الذاتي تقوم السلطات السياسية الجديدة بتأميم بعض القطاعات ( الحديد-النحاس- الموانئ وغيرها ) وتكون للجزائر الأسبقية في شراء كل الأسهم المسترجعة من طرف هذه السلطات . الصيد البحري يتم بين إسبانيا والجزائر(برأسمال من البلدين) تأسيس شركات من أجل الاستغلال المشترك للمياه الإقليمية للصحراء. سوف تسمح الجزائر بتشييد ممر نحو المحيط الأطلسي يعبر تراب الساقية الحمراء (خط للسكة الحديدية). وفي ما بعد سوف يقوم البلدان بدراسات من أجل تشييد صناعة الفولاذ والحديد قصد تحويل المعادن الموجودة في المنطقة الجزائرية وفي الصحراء. ومن المقرر إقامة هذه الصناعة بمدينة العيون.